تمّ، أول أمس، بمتحف الباردو تكريم الفائزين في مسابقة ''الحكايا والأساطير الصحراوية'' في طبعتها الثانية، المنبثقة عن المهرجان الدولي الثاني لفنون الأهقار بتمنراست، والذي نظم في جانفي الفارط. أشرفت على مراسيم الإحتفال السيدة خليدة تومي، وزيرة الثقافة الرّاعي الرسمي، بحضور السيد إيغيل أحريز فريد محافظ مهرجان الأه?ار، الذي دعا في كلمته الترحيبية إلى ضرورة الحفاظ على تراثنا الوطني الثقافي عبر كل أشكاله، سواء في الموسيقى، المِهن أو الفنون وغيرها، إلى جانب المحافظة على خصوصياته الأصلية عند نقله، كي يصل إلى الأجيال كما ابتكره الأجداد. من جانبه، ثمّن الأستاذ كمال سعدو، رئيس لجنة تحكيم المسابقة، هذه المبادرة التي تكشف مواهب تستحق الظهور والإستمرار، كما أكد على صرامة اللجنة في اختيار النصوص، تجنّبا للرّداءة، مشيرا إلى أنه في جلسات القراءة تمّ حجب أسماء أصحاب النصوص واستُبدلت بأرقام، ضمانا للنزاهة في الإختيار، علما أن الجلسات تمت تحت مراقبة محضر قضائي. شعار هذه الطبعة ''التراث الثقافي وعلاقته بالمحيط البيئي''. فاز با لجزائر الأولى في صنف الكبار بلاعو بوجمعة بن غالي بنص ''أَدِبني''، وهو بالأمازيغية (حروف عربية)، وبالجائزة الثانية، السيدة عمور فضيلة بنص''أفلاواس والجربوع''، بينما عادت الثالثة لإيغيل لحبيب ب ''طاناس آس ونّاس''. في صنف''الجمهور الصغير'' فازت بالجائزة الأولى عبدي وسيلة بنص ''النبتة الجميلة''، والثانية ل إفتيني آنية بنص''ابن القمر''، فيما حجبت الجائزة الثالثة. بالمناسبة تحدثت ''المساء''مع الفائزة عمور فضيلة صاحبة ''آفلاواس والجربوع''، التي أكدت أن نصّها مستوحى من أسطورة قبائلية قديمة تداولتها الأجيال، لكنها دخلت إطار النسيان لذلك أرادت إحياءها لكن برؤية وإبداع وأفكار جديدة. تحكى قصة طفل أراد أن يربى جربوعا (من القوارض)، لكن والده رفض بحجة أنه يمتلك مكتبة وبالتالي يخاف عليها من الجربوع، وهكذا يستمر الرفض إلى أن يأتي يوم يذهب فيه الأب كعادته للنوم في فترة القيلولة، بينما كان نائما، يزحف نحوه ثعبان، فيصرخ الجربوع وينبّه الجميع لهذا الخطر، فيقرر الأب تغيير رأيه بتلبية طلب ابنه. تقول السيدة فضيلة أن الأسطورة تحمل قيما تربوية واجتماعية جميلة. وعن مشاركتها قالت: ''قررت المساهمة بهذا النص بعد أن اطلعت على إعلان المسابقة المنشور في الجرائد، وهكذا فإن الجائزة حققت لي نوعا من الثقة، خاصة وأني مهتمة بالتراث الأمازيغي''. أما الفائزة عبدلّي وسيلة (15 سنة) من سيدي بلعباس، فقد قرأت مقاطع من نصها ''النبتة الجميلة''على الحضور وأكدت ل''المساء''أنّ بحوزتها العديد من القصص التي تأمل أن تنشر يوميا. تحكي القصة مأساة ملكة حسناء ظلت تعتني بالنباتات إلى أن مرضت وأصبحت حبيسة قصرها، لتحزن على مرضها النباتات وبالتالي تذبل، ماعدا''النبتة الجميلة'' التي قررت أن تشفي الملكة، وكان لها ذلك، لتُعيد الحياة للجميع. للإشارة، فقد شارك في المسابقة الموجهة للكبار 62 نصا، منها 20 بالعربية، 6 بالامازيغية و38 بالفرنسية. وشارك في فئة الشباب 6 نصوص منها 3 بالعربية والأخرى بالفرنسية، علما أن كل نص لا يتجاوز ال 5 صفحات.