بادرت الجمعية الدينية والمجلس العلمي بمسجد الأمير عبد القادر بقسنينة، بداية الأسبوع الجاري، بتنظيم أول تظاهرة أخلاقية حول تفشي الكلام الفاحش بالشارع القسنطيني، وجاءت التظاهر تحت شعار''وقولا للناس حسنى''، بعدما استفحلت ظاهرة سبّ الله عز وجل وبذاءة اللسان في مجتمعنا بشكل لافت، متسببة خاصة في شوارع وأزقة مدينة العلم والعلماء. وقامت الجمعية الدينية بتوزيع مطويات وقصاصات حول الظاهرة اللاأخلاقية وحكم الشرع فيها، إذ تم توزيع هذه الأخيرة على الطلبة الجامعين، التلاميذ بالمدارس، الأماكن العمومية، المقاهي، المساجد وكذا الشارع، وعبر رسائل الهواتف النقالة، زيادة على تنظيم العديد من المحاضرات والمداخلات لأساتذة وأئمة لبحث أسباب الظاهرة وسبل محاربتها. وقد عرفت التظاهرة العديد من المداخلات، حيث أكد إمام مسجد الأمير عبد القادر الأستاذ يوسف علال، أحد منظمي هذه التظاهرة، أنه ليس من أخلاق المسلم السب أوالشتم لقوله صلى الله عليه وسلم:''ليس المسلم بطعان ولالعان ولا فاحش''، كما أن الشرع يخرج كل سباب وفحاش عن دينة الإسلامي، وأن الكلام الفاحش يسمح للشيطان بأن يفرق بين الناس، وكم من جرائم وحوادث كان سببها الكلام الفاحش والبذيء. من جهته، أرجع مفتش التوجيه الديني والتعليم القرآني بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف سبب استفحال الظاهرة اللاأخلاقية في أوساط الشباب خاصة بالشوارع إلى ضعف الوازع الديني لديهم، زيادة إلى عدم وجود مؤسسات قوية كالأسرة والمدرسة وكذا المساجد وحتى المؤسسات الإعلامية للقيام بواجب التربية السليمة على أسس دينية، كما أرجع المتحدث سبب الإنتشار الكبير لهذه الظاهرة إلى عدم وجود عقوبات صارمة ضد المخالفين وحتى إلى انعدام القدرة في هذا الشأن، حيث أن الأب يسب الأم، الجار يسب جارته وحتى الرياضيين مثلا كلاعبي كرة القدم، وكذا غياب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتحدث السيد بختي سخوان، خلال مداخلته بإسهاب، عن غضب الشباب المسلم وكل المسلمين عند نشر الصور الكاريكاتورية المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والإساءة التي تعرض لها من أطراف لا تمت للدين الإسلامي بصلة، وفي ذات الوقت يقوم الشباب المسلم بسب الله وقول الكلام البذئ والفاحش. ودعا منظموا التظاهرة، التي ستستمر على مدار شهر كامل، إلى ضرورة الإنتباه إلى خطورة هذه الظاهرة، وإلى التصدي لها من خلال تكاثف جهود القطاعات الحساسة في المجتمع، بدءا من الأسرة. وقداتفق أصحاب المبادرة على مواصلة العمل والجهد طيلة الأيام المقبلة إلى غاية شهر رمضان المقبل، لمحاربة هذه الظاهرة المشينة والغريبة عن مجتمعنا والتي باتت تقلق العديد من المواطنين وتمنعهم حتى من التجول في الشوارع رفقة الأهل والأقارب.