يعدّ مسرح الأطفال واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية وجسمية وهو فن درامي تمثيلي موجّه للأطفال يحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية على نحو نابض بالحياة من خلال شخصيات متحرّكة على المسرح، ومن هذا المنطلق تنظّم جمعية ''الشهاب'' للفنون الدرامية لولاية عنابة ''الأيام الوطنية المسرحية السادسة للطفل''. هذه التظاهرة تأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطفل المصادف للفاتح جوان من كلّ سنة، حيث سيستضيف المسرح الجهوي ''عز الدين مجوبي'' من الثلاثين ماي الجاري وتدوم إلى غاية الخامس جوان الداخل عددا من المحطات الإبداعية التي تصبّ في خانة تأكيد أنّ المسرح وسيلة هامة من وسائل تربية الطفل وتنمية شخصيته لاسيما وأنّ الطفل يرتبط ارتباطا جوهريا في التمثيل منذ سنوات عمره الأولى عندما كان يحول خياله الإيهامي إلى لعب هو مسرح إيهامي يؤلفه ويخرجه ويمثله الطفل نفسه لذلك تكون علاقة الطفل بالمسرح علاقة اندماجية وهنا تكمن أهمية المسرح وخطورته. "الأيام الوطنية المسرحية السادسة للطفل'' ستعرف مشاركة عدد من الفرق المسرحية والتنشيطية من سكيكدة، عنابة، قسنطينة، سطيف، وهران، باتنةوورقلة، كما ستشمل عدّة فضاءات على غرار المسرح الجهوي ''عز الدين مجوبي''، ''الساحة العمومية لحي الميناديا، مسرح الهواء الطلق، المركز الثقافي لحي برقوقة ببلدية سيدي عمار، دار الشباب بحي السيبوس، دار الشباب بحي لعبيدي محمد ببلدية الشرفة، الحديقة العمومية ''الإيدوغ''، دار الشباب بحي ذراع الريش ببلدية واد العنب، والساحة العمومية لحي الحقل مارس. برنامج هذه التظاهرة يحمل بين طياته عروضا مسرحية على شاكلة ''السيوانة'' لجمعية ''مسرح الليل'' من قسنطينة، ''ما اجمل أغنيتي'' للتعاونية الفنية والثقافية ''الفرح'' من سطيف، ''كيكي، كيمو وشوشو'' للجمعية الثقافية ''جوهرة الباهية'' لوهران، ''الحفلة'' لجمعية ''الركح الذهبي'' من عنابة، ''البحث عن الكنز'' لفرقة ''الحرية'' للجمعية الاجتماعية'' لباتنة. كما سيتمّ أيضا تقديم مسرحية ''طاحونة السنافر'' لجمعية ''ركح الواحات'' الثقافية من ورقلة، ''بيئة تنذر'' لجمعية ''الشهاب'' من عنابة، ''الطفلة المعجزة'' للمسرح الجهوي وجمعية ''الشهاب'' من عنابة، إلى جانب ''رقصة الأصابع'' لجمعية مسرح ''البليري'' للفنون والآداب من قسنطينة، ''احلام سندس'' لجمعية ''الطفل السعيد'' من عنابة. وستعرف هذه الاحتفالية تنظيم التصفيات المحلية للعروض المسرحية لبراعم جمعية ''الشهاب'' لمشروع ''القافلة في خدمة مسرح الطفل في المناطق النائية''، واللقاء الوطني حول مسرح الطفل الذي يرفع شعار ''من التربية إلى التوجيه والإصلاح''، كما يتواصل طوال هذه الأيام معرض للألعاب الفكرية ''المحافظة على البيئة'' ببهو المسرح الجهوي ''عز الدين مجوبي''. وللإشارة يتّسم مسرح الطفل حسب المختصين بعدد من السمات والخصائص التي تجعله مقبولا لدى الأطفال وقادرا على التأثير بهم ولعل أهمها سهولة الحبكة ومناسبتها لعمر الطفل، وضوح الشخصيات وأدوارها وسماتها الأخلاقية، أن تسير الأحداث على نحو طبيعي من دون إسراع أو تصنع، يجب أن تكون البداية مشوقة ولانتقالات مناسبة والنهاية مفرحة ينتصر فيها الخير على الشر، الاهتمام بالحكايات المشوقة، سهولة الحوار وبساطته ووضوحه، أن يتسم بروح الفكاهة إلى حد مقبول وغيرها من السمات. وتكمن أهميته في انه يحقّق تسلية الطفل وإمتاعه، إثراء قاموس الطفل اللغوي، تنمية قدرة الطفل على التعبير، اكتساب قيما تربوية وأخلاقية، وسيلة لتخفيف الضغوط النفسية، تعزيز الثقة بالنفس سيما للأطفال المشاركين بالتمثيل، تنمية القدرة على الصبر والتحمّل، تنمية الحاسة النقدية، تنمية الذوق الفني والجمالي، إلى جانب انّه يكسب الطفل العديد من العادات الاجتماعية والقيم السلوكية الجميلة، يجعل الطفل أمام عالم ينبض بالحياة ويشع بنور الأضواء، وسيلة لتقديم المعرفة، يعالج الانطواء وعيوب النطق، يحرك مشاعر الأطفال يهذبها على نحو سام كما ينمي تنمية الروح الاجتماعية عند الأطفال.