شهد الأسبوع الماضي أحداثا متعددة أبرزت مواقف الجزائر الثابتة حول العديد من القضايا المطروحة على المستويين الجهوي والدولي، حيث دعت مجددا إلى توضيح مفهوم الإرهاب وتمييزه عن كفاح الشعوب من أجل الانعتاق، مؤكدة براءة الإسلام من مظاهر هذه الآفة الآثمة، ودعا الرئيس بوتفليقة في هذا السياق البشرية جمعاء إلى الإقتداء بخصال الرسول (ص) التي تحمل أسمى معالم السلم والأمان، كما جددت الجزائر التزامها ببناء مغرب عربي منصف، معتبرة أن مسألة فتح الحدود مع المغرب لا يمكن معالجتها خارج إطار مقاربة شاملة· بداية الأسبوع المنقضي ميزها انعقاد أول ملتقى دولي تنظمه جمعية غير حكومية حول التحسيس بآفة الإرهاب في أوساط المجتمع، وكانت المناسبة فرصة لتجدد الجزائر من خلال الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى المشاركين على ضرورة التمييز بين الإرهاب والكفاح الذي تخوضه الشعوب من أجل التحرر، وضرورة تحديد وتوضيح مفهوم هذه الآفة العابرة للأوطان، داعيا بالمناسبة المجتمعات المدنية إلى تحسين وسائل عملها وتكييفها مع أهداف المجموعة الدولية من أجل تحقيق نجاعة في مكافحة الإرهاب· وفيما لم يفوت الرئيس الفرصة للتأكيد مجددا على أن الدين الإسلامي براء من هذه الآفة الغريبة عن كل القيم السامية التي حملتها الرسالة المحمدية، اعتبر لدى إشرافه على افتتاح الأسبوع التاسع للقرآن الكريم أن خير تعريف بالرسول (ص) هو إتباع سنته والتحلي بأخلاقه وتجسيدها في السلوك الفردي والجماعي، مشيرا إلى أن البشرية كلها بحاجة اليوم إلى الاقتداء بالسيرة الإنسانية لمحمد بن عبد الله ليسود العالم الأمن والأمان والسلام والوئام وتتجذر فيه مبادئ العدل والحرية والحوار· على صعيد آخر، وفي رسالة وجهها إلى المشاركين في الندوة الدولية الرابعة حول الموارد المائية لحوض المتوسط، جدد رئيس الجمهورية التزام الدولة بإيجاد ردود ملموسة لقضية وصول الجميع إلى الماء الشروب والى المصرف والتطهير، وأشار إلى أن الجزائر دخلت معركة التحكم في تسيير المياه وحمايتها وصونها، مذكرا بالمنجزات التي تمت في هذا المجال على غرار تشغيل المنظومتين الميائيتين لبني هارون وتاقصبت، إطلاق المشروع العملاق لتحويل المياه من عين صالح، وكذا تشغيل محطة تحلية مياه البحر بالحامة· من جانب آخر وفي إطار النشاط الحكومي الذي ميز الأسبوع، تم التأكيد على أن عودة المحبوسين الجزائريين إلى بلدهم تحتاج إلى اتفاق مسبق مع الدولة المعنية، وجاء ذلك في رد وزير الاتصال عن تصريحات السفير الأمريكي الخاصة بعودة الجزائريين المسجونين بمعتقل غوانتنامو، أما بخصوص النقاش الذي أثارته تصريحات جهات مغربية حول مسألة الحدود، جاء رد وزير الاتصال مطابقا لما أكده وزير الدولة وزير الداخلية، الذي شدد على أن قضية فتح الحدود لا يمكن أن تعالج بمعزل عن التداعيات والأسباب التي أدت إلى غلقها، مشيرا إلى أن المسألة لا يجب أن تكون معزولة، بل معالجتها ينبغي أن تكون في إطار مقاربة شاملة، ورافع الوزير من أجل مغرب عربي يكون منصفا بالنسبة لكافة بلدان المنطقة، وتجد كافة الشعوب المنتمية إليه مكانتها فيه· وفي عرض حول رد فعل الحكومة على ارتفاع أسعار مواد البناء، ولا سيما منها الإسمنت والحديد كشف وزير السكن والعمران عن اعتماد اجراءات ردعية صارمة لمواجهة المضاربة في سعر الاسمنت، تشمل مراقبة المصانع ووضع تقييم صارم للاحتياجات الحقيقية لمؤسسات الانجاز، وإقصاء المؤسسات التي تثبت التحقيقات متاجرتها بالمادة، فيما قررت الدولة التكفل على عاتقها بالزيادات في أسعار الحديد في السوق العالمية، بالنسبة للمقاولات التي لا تزال في حاجة إلى التزود بها· وشهدت بداية الأسبوع الفارط أيضا انطلاق عملية تكوين رؤساء المجالس الشعبية البلدية الذي يعد الأول من نوعه ويندرج ضمن مسعى تحديث الإدارة المحلية ومنح المنتخبين أدوات تمكنهم من ضمان تسيير عقلاني مقترن بالوضوح والمتابعة والتسيير· وبالمناسبة أعلن وزير الداخلية أن الحكومة قررت مسح ديون البلديات المتراكمة منذ سنة 2000، والمتعلقة أساسا بالديون المنجرة عن المصاريف الإجبارية مثل دفع الأجور والتكفل بمصاريف سير توزيع المياه، مشيرا إلى انه سيتم منح تسبيق على ميزانية الدولة لفائدة البلديات من أجل تسوية عمليات معالجة الأجور· وسجل الأسبوع كذلك افتتاح الصالون الدولي للسيارات في طبعته الثانية عشر والتي تتميز لأول مرة بعرض 20 طرازا جديدا للسيارات، ويشارك فيه 61 عارضا منهم 36 وكيلا معتمدا· كما استقبلت الجزائر الأسبوع المنقضي عدة شخصيات دولية سامية في إطار زيارات دعم التعاون الثنائي وبعث برامج ومشاريع شراكة واعدة، على غرار عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني المكلف بالصحافة والاتصال، الذي أكد دعم الصين لجهود الجزائر الرامية إلى الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة في أسرع وقت ممكن· مؤكدا التوافق الواسع بين البلدين حول سبل تعزيز علاقات التعاون الإستراتيجي وتكثيف العلاقات السياسية بينهما· وخلال الزيارة وقع البلدان أربع اتفاقيات لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتقنية، شملت تمويل ودراسة وانجاز أوبرا ومعهد عالي لتسيير المشاريع الكبرى في الأشغال العمومية بالجزائر، وأشاد ضيف الجزائر بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن الشعب الصيني لن ينسى المساهمات التاريخية للرئيس بوتفليقة حينما كان وزيرا للخارجية، من أجل أن تستعيد الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة· كما نوهت اللجنة الوزارية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية في اتحاد المغرب العربي في دورتها ال11 التي انعقدت بالجزائر بالمجهودات الموصولة التي يبذلها رئيس الجمهورية، للحفاظ على الزخم الايجابي الذي شهده الاندماج المغاربي·