دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في خطاب ألقاه أمام رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة ال11 للمؤتمر الإسلامي بالعاصمة السينغالية داكار كل دول العالم للتصدي للإرهاب ضمن استراتيجية شاملة وفعالة يتقاسمها الجميع·
ورافع الرئيس بوتفليقة أول أمس في تدخله في القمة، من أجل محاربة شاملة وتضامن فعال ضد ظاهرة الإرهاب وقال ان "هناك اليوم إقرار واسع بأن الإرهاب يشكل تهديدا حقيقيا يحيق بالسلم والأمن الدوليين" وان الأحداث التي شهدتها مناطق عديدة من العالم تؤكد الطابع العابر للأوطان لهذه الآفة "بل وتثبت أكثر من ذلك طابعها الإجرامي"، وفي هذا السياق شدد على انه يتعين على المجموعة الدولية أكثر من أي وقت مضى أن "تتصدى لها عبر إستراتيجية مكافحة شاملة متضامنة وفعالة" واعتبر أن منظمة الأممالمتحدة تبقى الإطار الأمثل لترقية تعاون دولي صادق من خلال استعمال موات للوسائل القانونية ومتابعة المتورطين في الإرهاب "ومن يقف وراء ذلك وتجفيف مصادر تمويلها والقضاء على شبكات دعمها اللوجيستي وقنوات الدعاية المدافعة عنها والممجدة لها"· وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على موقف الجزائر بخصوص ضرورة التفريق بين حق الشعوب في الدفاع عن نفسها والإرهاب كظاهرة يجب مكافحتها بشتى الوسائل، وأوضح ان الجزائر ما فتئت "تلح على مطلب التمييز الكامل بين الإرهاب ومكافحة الشعوب للاحتلال الأجنبي"، وأضاف أنه يجب أن نصل اليوم إلى "تحقيق تعاون دولي فعلي وفعال يجمع قاطبة البلدان في محاربة هذه الآفة ويشمل من بين ما يشمله إبرام اتفاقية شاملة حول الإرهاب الدولي تدعو إلى رفض صريح لأي خلط يجنح إلى إلصاق وصمة الإرهاب بفضاء حضاري أو جغرافي أو ديني معين" · ومن جهة أخرى تطرق الرئيس الى حال العالم الإسلامي واشار إلى أن الظرف الدولي يتميز باحتدام الأزمات التي تعصف بكل العالم الإسلامي على الصعيد السياسي وعلى صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء "ويتجلى أحد مظاهرها في النزوع إلى العنف الإرهابي الذي إذ يدعي الانتماء للإسلام إنما يحرف تعاليمه الداعية إلى السلم والتسامح ويلحق أبلغ الضرر به حيث أنه يحط من شأن ديننا الحنيف ويقزمه في نظر الغير"· ودعا دول العالم الإسلامي الى العمل من اجل توضيح الصورة الحقيقية للإسلام من حيث انه دين التسامح والوسطية، ورافع من اجل وضع مسعى إصلاحي تحت شعار الانفتاح يتوخى تحقيق المزيد من التفاهم والتفاعل والتلاقي بين الديانات والحضارات· وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ذكر رئيس الجمهورية ان هذه الأخيرة "تشهد تطورات خطيرة بسبب تعنت الموقف الإسرائيلي المتمادي في انتهاكه المنهجي للشرعية الدولية، راهنا بذلك الآمال التي ولدها اجتماع أنابوليس حول إعادة تفعيل مسار السلام "وعبر عن أسفه إزاء "صمت المجتمع الدولي وسلبيته أمام هذا الوضع المأساوي" · وطالب من المجتمع الدولي "حمل إسرائيل على التخلي عن سياسة الأمر الواقع وعلى التعاون من أجل إحلال سلم عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط بالاستناد إلى مخطط السلام العربي الموضوع سنة 2002·وكانت القمة ال11 للمؤتمر الإسلامي التي تعقد تحت شعار" الإسلام في القرن ال21 " انطلقت أول أمس الخميس بمشاركة 37 رئيس دولة وحكومة· وتطرق المجتمعون على مدار يومين من الأشغال إلى مسائل تتعلق بعمل المنظمة وكيفية تفعيل دورها في الساحة الدولية، كما تناولوا التطورات الأخيرة في العالم الإسلامي خاصة الوضع في فلسطين والشرق الأوسط بصفة عامة· ونددت القمة بالإرهاب وبمحاولات تشويه الإسلام، كما جددت التأكيد على الطابع العربي والإسلامي للقدس، وعلى ضرورة الحفاظ على وحدة العراق، وأبدى المشاركون انشغالهم ازاء المأساة الناجمة عن النزاعات المسلحة في إفريقيا·