أكد رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني، أمس السبت، التمسك بضرورة العودة إلى عمق خطاب الوسطية والاعتدال، باعتباره العلاج الأمثل لكل التوترات التي لها علاقة بالتطرف. وشدد السيد أبو جرة سلطاني في تدخله أمام المشاركين في جلسات الندوة الدولية حول ''التحولات السياسية في العالم العربي وسقوط خطاب العنف'' التي تحتضنها العاصمة التونسية والتي ينظمها المنتدى العالمي للوسطية على انتهاج الوسطية والاعتدال لمعالجة كل أشكال التوترات المرتبطة بالغلو والتطرف وصولا إلى بناء ثقافة عامة عن طريق الحوار حول القضايا المصيرية للأمة، ملحا على التربية الوطنية للنشء على الفهم المعتدل للإسلام. وفي معرض حديثه عن مفهوم الوسطية والاعتدال والسبل الكفيلة بوضع حد للتطرف والعنف ركز السيد سلطاني على دور ''الإدارة الرشيدة'' في التكفل بقضايا المواطنين والاستجابة لانشغالاتهم و''إقامة المؤسسات الديمقراطية القائمة على خدمة الصالح العام''، مؤكدا على الدور الذي يضطلع به الإعلام في تشكيل رأي عام ''متناغم ومتعاون ''. ويرى رئيس حركة ''حمس'' أن الحد من التوترات المتعلقة بالعنف والتطرف يمر أيضا عبر ''الإرادة السياسية التمثيلية'' التي تتكافأ فيها الفرص وتتساوى فيها الحظوظ وتتعزز من خلالها المشاركة الفاعلة والمثمرة لكل أفراد الشعب. وبين أن التطرف لا يولد إلا المزيد من العنف والإرهاب وأن العلاج يكمن في الدعوة إلى تحكيم العقل وحمل الناس على العودة إلى الوسطية والاعتدال. لذا فإن حركة مجتمع السلم بذلت -كما قال- ما في وسعها لتجاوز ''عتبات الاحتباس السياسي والاحتقان الاجتماعي'' القائمة على المطالبة والمغالبة إلى آفاق المشاركة في صناعة رأي عام وطني، كما عملت على ''زرع قناعات مشتركة وصيغ مرنة'' لمعالجة أسباب المأساة الوطنية والتكفل بآثارها وتداعياتها بجملة من الفقهيات المتجددة بعيدا عن ''فقه الصراع''. ويرى السيد أبو جرة سلطاني أن حركته بلورت خطابا جديدا مزج بين الوطنية والإسلام من جهة وبين الديمقراطية والإسلام من جهة أخرى، ورفعت شعار ''المشاركة لا المغالبة'' وانخرطت بكامل قواها في مسعى المصالحة الوطنية بالدفاع عن سماحة الإسلام البريء من التكفير والتفجير وواجهت الغلو والتطرف بالوسطية والاعتدال.