حيا المحامي المصري منتصر الزيات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي عمل -كما قال- منذ توليه رئاسة الجزائر على ''معالجة أوضاع شاذة من خلال حقنه لدماء الجزائريين مثلما تقتضيه مسؤولية رئيس الدولة وذلك عبر الوئام المدني والمصالحة الوطنية''. وفي كلمة ألقاها خلال الندوة الدولية للوسطية امس بالجزائر العاصمة، دعا الزيات الى ضرورة وضع ''مشروع للوسطية'' في مواجهة الفكر المتطرف. وقد أكد المشاركون أهمية هذا المنهج في مواجهة هذا التطرف وحل مختلف المشاكل المعاصرة التي تواجه العالم الاسلامي. وفي تدخل له خلال افتتاح الندوة -التي تدوم أشغالها يومين وتحمل عنوان ''منهج الوسطية ودورها في الحفاظ على السلم الاجتماعي''- أبرز الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية السيد مروان الفاعوري ان منهج الوسطية ''يؤمن بتجميع الطاقات'' من أجل الارتقاء بالأمة الإسلامية الى تحقيق آمال شعوبها. كما أن هذا الاتجاه -يضيف السيد الفاعوري- ''يعبرعن الفكر الإسلامي الصحيح من خلال ''تكريس التعايش بين الشعوب الاسلامية والائتلاف والحب بدل الضغينة والكراهية''. كما أثنى المتدخل على جهود المفكر الجزائري المرحوم مالك بن نبي في وضع تصور عصري للمشاكل التي تواجه العالم الاسلامي وحلول لها. من جهته، أكد رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني أن انعقاد الندوة في الجزائر يعد ''تتويجا لمسار طويل للوسطية والاعتدال في مواجهة العنف والارهاب فكريا وعن طريق الحجة''. وبعد أن أشار الى أن الدين الاسلامي ''قد ألصقت به الكثير من التهم المتعلقة بالإرهاب والعنف'' أوضح السيد سلطاني أن الوسطية يراد منها التأكيد بأن الاسلام ''ما جاء ليقتل الناس وإنما جاء ليحييهم''. أما الدكتور أحمد نوفل من الاردن، فقد أكد بأن ''الفكر المتشدد والفكر المائع كلاهما تخريب مما استدعى طرح فكر وسط يجمع ما في الدين والدنيا والفكر الانساني من خير ويؤمن بالحوار وبالانفتاح دون تعصب أو انغلاق''، مشيرا إلى أن هذا التوجه هو الكفيل ''بتحقيق السلم والازدهار''. كما كان لرئيس جمعية الارشاد والاصلاح السيد نصر الدين شقلال تدخلا ركز من خلاله على الدور الذي لعبته الجمعية خلال فترة المأساة الوطنية في التسعينيات ''عندما تصدت بفكرها المعتدل للتطرف والتشدد''. كما ركز المتدخل على ضرورة إسهام العلماء والجمعيات والمجتمع المدني في تبني هذا المنهج وإثراءه من أجل حل مختلف المشاكل التي تواجه الشعوب الاسلامية. للاشارة فإن المشاركين في الندوة يعكفون على دراسة جملة من المواضيع ذات صلة بمنهج الوسطية، منها ''مفهوم الوسطية وملامحها في الفكر الإسلامي'' و''الوسطية ودورها في استقرار الجزائر'' و ''التحديات التي تواجه الوسطية''. كما يناقش المشاركون مواضيع أخرى تخص الأدوار التي يضطلع بها مختلف الأطراف لتكريس مفهوم الوسطية والاعتدال في الإسلام منها ''دور الوسطية في نهضة الأمة و''دور المرأة في ترسيخ الفكر المعتدل''.