اهتزت ليلة أول أمس السبت مدرجات ملعب مدينة الأربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو على وقع أنغام الفنان الشاعر لونيس آيت منقلات الذي أمتع لأزيد من ساعتين من الزمن الجمهور القبائلي الذي توافد بقوة على المعرض المقام موازاة مع الاحتفال بعيد الكرز الذي أسدل الستار على فعالياته بعد أربعة أيام من الاحتفال بالتظاهرة. وقد شهد الحفل الساهر الذي أحياه دا لونيس إقبالا منقطع النظير للجمهور الذي توافد بكثرة من عاصمة جرجرة وحتى من الولايات المجاورة على غرار العاصمة، بومرداس والبويرة بغية أخذ صور تذكارية مع الفنان أو الحصول على توقيع شخصي، حيث اكتظ الملعب عن آخره بمحبي الأغنية الهادئة عشاق سحر كلمات وأشعار الصوفية المعبأة بالألم والحلم والذاكرة. وأكد الفنان في تصريحه ل''المساء'' انه جد سعيد بهذه المبادرة التي تحييها البلدية سنويا، حيث تعد فرصة لعرض الفاكهة التي ليست فقط فاكهة وإنما كذلك تظاهرة ثقافية، كما أنها فرصة للقاء محبيه خاصة من الشباب الذين التفوا حوله. وغنى الفنان الذي ترك بصمته في مسار الأغنية القبائلية طيلة مشواراه الفني الذي يتجاوز ال40 سنة أجمل أغانيه التي تعرف ب ''السنوات الذهبية'' التي لا تزال قابعة في أسفل الذاكرة منها أغنية ''لويزة''،اماشهو''، ''اشو ميشفيغ سيوا ثلتيام ذيلعمريو''، ''جميلة'' وغيرها، حيث استمتع واستمع الجمهور لصوت وأداء الفنان القدير لونيس آيت منقلات عميد الأغنية القبائلية وشاعرها الذي اعتلى صهوة غيتارته ليرحل بجمهوره نحو فصول الغناء القبائلي الجميل والأصيل المعبق برائحة الذاكرة الجميلة باعتماد قصائد قد عاصرت مختلف المراحل التاريخية والسياسية للجزائر بكل تداعياتها. كما أدى دا لونيس أغاني من ألبومه الجديد الذي يحمل عنوان ''ثوريقث ثاشبحنت'' أي بمعنى الورقة البيضاء والذي عزز الرصيد الفني للشاعر الذي اصدر نحو 200 أغنية ليضاف لإنتاجه الأخير ''يناد أومغار'' الذي أصدره العام الماضي والتي تجاوب معها الحضور الذي أطلق العنان للزغاريد المتعالية والتصفيقات الحارة، حيث توشحت مدينة الاربعاء ناث ايراثن خاصة الملعب البلدي بالكلمة المعبرة والقصائد المتقاطرة وعيا وجمالا. وقد تم موازاة مع اختتام فعاليات عيد الكرز تكريم المشاركين في التظاهرة التي نظمت هذه السنة لتكريم الراحل أحسن مزاني.