نصبت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بحر الأسبوع الجاري لجنة خاصة تعمل على تقدير الخسائر المسجلة بالمحاصيل الزراعية ببعض الولايات التي شهدت في الآونة الأخيرة اضطرابات جوية مستمرة تسببت في أضرار كانت بليغة ببعض المناطق ومتوسطة الضرر بمناطق أخرى، وستعمل اللجنة على تقييم حجم الأضرار المسجلة ومدى تأثيرها على الإنتاج الزراعي المتوقع لهذا العام خاصة ما تعلق منه بإنتاج القمح. ويشير مصدر مسؤول من وزارة الفلاحة إلى عمل اللجنة على تحديد الولايات والمناطق التي مستها الاضطرابات الجوية بشكل كبير وتسببت بخسائر في المحاصيل الزراعية خاصة ما تعلق منها بالقمح الذي لم يتأثر كثيرا بالاضطرابات والأمطار المتساقطة إلا في مناطق محدودة، مشيرا إلى أن المناطق والولايات التي يعول على محاصيلها المتعلقة بالقمح خاصة لم تتأثر كثيرا بالأمطار وهي المتواجدة بولايات غرب البلاد. وكانت الأمطار الأخيرة المتساقطة خاصة بالمناطق الشرقية وعدد من الولايات الداخلية للوطن قد خلفت خسائر معتبرة بالنسبة لمحصول القمح الصلب الذي زرع مبكرا أي خلال فصل الخريف والذي أوشك على النضوج. وحسب ما أفادت به مصادرنا، فإن الفلاحين على مستوى ولايتي عنابة والطارف مثلا تكبدوا خسائر معتبرة بعد التساقط الغزير للأمطار التي أدت الى إصابة سنابل القمح الصلب بما يسمى ''بالميتادين'' حيث يتحول القمح إلى لين (فرينة) بعدها تصاب حبات القمح الصلبة بالهشاشة بعد تشبعها بكميات كبيرة من المياه في الوقت الذي كانت تحتاج فيه إلى أشعة الشمس لتكمل نموها بعد وصولها مرحلة النضوج. ويضيف مصدرنا إلى أن الأمطار لا تشكل أي خطر على باقي المحاصيل خاصة الأشجار المثمرة و كذا الخضر الموسمية والمساحات المغروسة بالطماطم وكذا البطيخ والدلاع اللذين انطلقت عملية غرسهما مؤخرا بسبب حاجة كل ما تقدم ذكره إلى مياه السقي خلال الفترة المتزامنة مع تساقط الأمطار الأخيرة إلى جانب عدم تأثيرها على القمح الذي تم زرعه مؤخرا والذي ينتظر أن يتم حصده نهاية شهر جويلية على اعتبار انه مازال في مرحلة متقدمة لم تشكل خلالها السنابل بعد. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب المناطق الشرقية للوطن شهدت تساقط كميات معتبرة من الأمطار على مستوى بعض الولايات نتيجة وصول اضطرابات جوية تجاوزت موسمها بقليل خاصة وأنها مصحوبة برياح باردة أدت إلى انخفاض درجات الحرارة.