أعلن الديوان الوطني للأرصاد الجوية أمس، عن استمرار تهاطل الأمطار الرعدية الغزيرة اليوم الأحد في إحدى عشرة ولاية بغرب الوطن هي بشار، النعامة، البيض، سيدي بلعباس، تلمسان، عين تيموشنت، وهران، سعيدة، معسكر، غليزان وتيارت. وأوضح الديوان في نشرة جوية خاصة أن الولايات المعنية شهدت تقلبات جوية ابتداء من أمس السبت، تمثلت في أمطار رعدية غزيرة محليا ستبلغ كمياتها أو تفوق 40 مم ما يدعو المواطنين إلى الحيطة والحذر خاصة أن التقلبات الجوية الأخيرة تسببت في فيضان العديد من الوديان التي جندت لها السلطات مساعدات مالية ومادية لمحاصرتها والوقاية من مخاطرها. وقد خلفت التقلبات الجوية التي شهدتها ولاية تلمسان مساء الجمعة وفاة امرأة (50 سنة) وإصابة عشرة أشخاص بجروح حيث فاض وادي "طيران" خصوصا على مستوى منطقة حماليين، بالإضافة إلى أضرار مادية سجلت ببلدية بن سكران، حسبما أعلنت عنه مديرية الحماية المدنية لهذه الولاية التي سيستمر تهاطل الأمطار بها مع انخفاض درجة الحرارة. وجرفت السيول 9 سيارات إلى حافة وادي طيران فضلا عن توحل الطرقات وانسدادها أمام المارة وتعطل حركة السير الأمر الذي حال دون التحاق تلاميذ المدارس بمقاعد الدراسة صبيحة أمس حسب الأمين العام لبلدية بن سكران. وقد سارعت مصالح الحماية المدنية إلى التدخل لإنقاذ عدة مواطنين وإجلائهم من المنازل التي غمرتها المياه خاصة القديمة على مستوى بعض الأحياء الشعبية وذلك إلى جانب المواطنين الذين تضامنوا لتقديم المساعدة للمنكوبين الذين ستشرع لجنة تقنية في تقييم الأضرار المادية التي لحقت بمساكنهم للتكفل بها. من جهة أخرى تم أول أمس العثور على جثة الشخص المفقود على مستوى بلدية صبرة بعد أن جرفته المياه منذ أكثر من أسبوع إلى وادي تافنة بناحية حمام بوغرارة . كما خلفت الأمطار الغزيرة التي سجلت خلال ال 24 ساعة الأخيرة بولاية البيض خسائر مادية معتبرة ببلدية الأبيض سيدي الشيخ وتضرر عدد من المنشآت التربوية بها وعدة مساكن بمنطقة "القصر الغربي" وكذا شل حركة المرور بعدد من طرق الولاية نتيجة السيول حسبما علم من ديوان الوالي. وفي سياق التكفل بالعائلات المتضررة من هذه الفيضانات تم إيواء 27 عائلة بكل من مركز التكوين المهني والتمهين بالأبيض سيدي الشيخ وأيضا بمركز التكفل البيداغوجي بنفس البلدية ونصبت ميدانيا خلية تقنية لمتابعة الأزمة تعمل على إحصاء العائلات المنكوبة التي غمرت مساكنها مياه الأمطار حسبما أشار إليه نفس المصدر. وعرفت حركة المرور تذبذبا بعدة أجزاء من طرقات الولاية حيث سجل فيضان وادي الكريمة والوادي الفاصل بين بلديتي البنود والأبيض سيدي الشيخ وأيضا وادي الديغم بالجهة الجنوبية لعاصمة الولاية مما أدى إلى شل حركة المرور بمحور الطريق الوطني رقم 47 فيما يبقى الطريق المؤدي إلى بلدية الأبيض سيدي الشيخ مقطوعا بصفة شبه كلية حسب نفس المصدر. ومنذ الساعات الأولى من حدوث هذه الفيضانات عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الولائي حيث تم تجنيد مختلف وسائل التدخل وتطبيق المخطط الاستعجالي للكوارث الطبيعية وتنقل والي الولاية إلى بلدية الأبيض سيدي الشيخ ومعاينة عن كثب ما خلفته هذه الأمطار. ومن جهتها تسعى مديرية الري والموارد المائية بولاية البيض إلى إصلاح مختلف الأعطاب التي مست شبكة التزود بشبكة الماء حسبما أشار إليه نفس المصدر في حين تكفلت "الجزائرية للمياه" بتوفير صهاريج لتزويد سكان البلدية بالماء الشروب. وببلدية بوسمغون سجل فيضان وادي المدينة الذي جرف معه ثلاثة أعمدة كهربائية أدت إلى انقطاع الكهرباء عن سكان هذه البلدية حيث تسعى مصالح مؤسسة سونلغاز إلى استدراك الوضعية وربط البلدية بالكهرباء خلال الساعات القليلة القادمة. وأما بدائرة بوعلام فسجل انهيار ثلاث منشآت صغيرة الحجم تجري الأشغال لترميمها بصفة استعجالية ولم تورد أي أرقام رسمية بخصوص الأضرار التي مست رؤوس الماشية عبر هذه البلديات ريثما يتم إحصاء هذه الأضرار من طرف المصالح المعنية حسبما أشار إليه نفس المسؤول. كما تم ليلة الجمعة إلى السبت إخلاء قاعدة حياة بالمدخل الشمالي لبلدية الأبيض سيدي الشيخ وإيواء 105 عاملا صينيا مقيمين بها بمركز التكوين المهني والتمهين بنفس البلدية حسبما علم من ذات المصدر. وفي هذا السياق خصصت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية 500 مليون دج لإنعاش النشاط الزراعي وتربية المواشي عبر البلديات التسع المنكوبة بولاية غرداية حيث يعد هذا الغلاف المالي حسب مدير المصالح الفلاحية بمثابة إعانة لإنعاش مختلف أوجه النشاط الفلاحي بالمناطق التي تضررت كلية من موجة الفيضانات الأخيرة التي شهدتها الولاية وقاربت الخسائر المسجلة في قطاع الفلاحة 850 مليون دج مست حوالي 3039 فلاح ومربي متضرر أحصتهم فرق التحقيق التابعة للقطاع فور وقوع الكارثة الطبيعية في بداية أكتوبر الجاري. ومست الخسائر التي تم تسجيلها أكثر من 58452 شجرة مثمرة وما يزيد عن 19806 نخلة، 15148 رأس من المواشي من ابل وأبقار وأغنام و10465 أماكن صغيرة لتربية المواشي إلى جانب تضرر 37 بيتا بلاستيكيا و106 من أحواض تجميع مياه السقي وما يزيد عن 141000 متر طولي من السواقي و15 منشأة لتربية الدواجن وتسجيل 61 سكنا ريفيا متضررا و209 سكنا ريفيا غمرته مياه الفيضانات . ودفنت الأوحال والأتربة 1114 بئر للسقي وتم تدمير 1077 مضخة و118.595 متر طولي من السواتر الصلبة وأكثر من 587 هكتار من المزروعات الدائمة. وفي إطار الدعم المسخر لفائدة المربين أطلقت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية برنامجا واسعا يستهدف تلقيح المواشي من رؤوس الأغنام والماعز والأبقار وجمع ودفن جثث المواشي والحيوانات النافقة . وفي نفس السياق بادرت الوزارة الوصية بالتعاون مع مختلف المعاهد المتخصصة والوكالة الفضائية الجزائرية من أجل إعداد دراسات خاصة بتحديد المحيطات الفلاحية الواقعة بالمناطق المتضررة بولاية غرداية من اجل التحديد الدقيق وبواسطة الصور الفضائية للمحيطات المتواجدة بالمناطق ذات الأخطار وسبل تحويلها.