نصبت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مؤخرا خلية مراقبة بالتنسيق مع المصالح الفلاحية لولاية بسكرة لإحصاء الأضرار التي لحقت بالقطاع الفلاحي خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة، حيث سجلت عدد من بلديات الولاية تساقط كميات كبيرة من الأمطار والبرد مما اثر على عدد من الزراعات، في حين أكد مدير المصالح الفلاحية السيد زحاف طاهر أن إنتاج التمور لم يتأثر بمخلفات الاضطرابات الجوية. وحسب تصريح مدير الفلاحة ل ''المساء'' فقد طلب وزير القطاع السيد رشيد بن عيسى شخصيا تنصيب لجنة مراقبة لإحصاء الأضرار على خلفية الأمطار والبرد الذي تساقط بكميات كبيرة على عدد من البلديات المشهورة بالزراعات البلاستيكية، الأشجار المثمرة، زراعة عدد من الخضر المبكرة يومي 23 و24 افريل الفارط. وعن عمل اللجنة، أشار المتحدث أنها مكونة من ممثلين عن القطاعات الإدارية والتقنية بالإضافة إلى محافظة الغابات وعدد من أعضاء المجالس المنتخبة خرجوا إلى أرض الميدان منذ فترة لإعداد تقرير مفصل عن الوضع، مع تحديد الحجم الحقيقي للخسائر على أن يرفع التقرير للوزارة الوصية قبل نهاية الأسبوع الجاري للبت فيه، من جهة أخرى أكد المتحدث أن ثقافة الفلاح بالمنطقة تجعله لا يؤمن بفكرة التأمين على منتجاته وهو ما يجعل الخسائر المادية المسجلة لدى عدد من فلاحي بلديات كل من سيدي خالد، بسباس، راميس المياد لا يمكن تعويضها، وعليه تنتظر مديرية الفلاحة من الوزارة البت في الأمر والاستماع لانشغالات الفلاحين المرفوعة عبر التقرير. ويشير المتحدث إلى أن القدرات الإنتاجية المحققة في مختلف المجالات الفلاحية بالولاية والمتمثلة في إنتاج الخضروات بجميع أنواعها خلال كل فصول السنة، وتلك المبكرة التي تتم زراعتها عبر عدد من البيوت البلاستيكية تمون 37 ولاية عبر الوطن، غير أن الأضرار التي لحقت بالمنتوج خاصة الأشجار المثمرة التي فقدت مع الأمطار والبرد أزهارها لا يمكن لها هذه السنة إعطاء مردود فلاحي مثلما كان متوقعا، غير أن الولاية التي تحقق كل سنة عقود نجاعتها لن تتأثر كثيرا بحجم الخسائر حسب السيد زحاف الذي بدا متيقنا من قدرة القطاع الفلاحي بولاية بسكرة على تخطي الأمر. وبخصوص إنتاج التمور لهذه السنة بالولاية التي تحتل الريادة بإنتاج 40 بالمائة من المنتوج الوطني وتحصي أكثر من أربعة ملايين نخلة، أكد مدير الفلاحة أن الأمطار لم تمس الولايات المشهورة بإنتاج التمور، كما أن فترة تساقط الأمطار لم تتزامن وفترة التلقيح وعليه فلا خوف على إنتاج التمور، وتتوقع المصالح الفلاحية ارتفاع إنتاج هذه السنة بشكل ملفت للانتباه. وما زاد من طمأنة المصالح الفلاحية بتوقع إنتاج فلاحي جيد هذه السنة رغم الأمطار الأخيرة، عدم تأثر البلديات المشهورة بالزراعات البلاستيكية بالتقلبات الجوية على غرار بلدية المزيرعة التي أخذت اسمها من النشاط الزراعي المكثف بها حيث تضم اليوم أكثر من 40 ألف بين بلاستيكي، ونظرا لارتفاع عدد الفلاحين بالبلدية توجه عدد منهم إلى البيوت العملاقة التي تزيد مساحة الواحدة منها عن الهكتار الواحد، حيث ارتفع عددها بعد نجاح التجربة إلى عشرة بيوت من هذا النوع ويصل مردود إنتاج البيت الواحد إلى 20 ألف طن في السنة، كما توجه عدد من الفلاحين لتوسيع نشاطهم في الفلاحة المفتوحة في إنتاج الحبوب أو بعض المحاصيل من الخضروات مثل البازلاء والفول.