أكد الفنان المسرحي محمد الطيب دهيمي ومخرج مسرحية ''ليلة الليالي'' التي تحصلت على ثلاث جوائز (احسن ممثلة، احسن ممثل واعد واحسن سينوغرافيا)، في الطبعة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف ل''المساء''، أن تنظيم مثل هذه المتظاهرات يعد حدثا مهما خاصة وأنه يجمع بين المسارح الجهوية التي زاد عددها مؤخرا، مطالبا في السياق نفسه بضرورة الاهتمام بنوعية الاعمال المسرحية، حتى يعود المسرح الجزائري إلى مستواه السابق والذي كان بحق في القمة والدليل على ذلك الجوائز التي كان يتحصل عليها في المهرجانات العربية والاجنبية. وأضاف دهيمي أن المسرح الجزائري عرف هزات كثيرة خاصة في مرحلة العشرية السوداء ولكن ''حان الوقت للحديث والاهتمام بجانب النوعية وكذا التأكيد على بصمة مسرحنا من خلال الاعتماد على أعمال تتناول هويتنا وتتحدث عنا وتدخل في السياق التاريخي والثقافي والتراثي للبلد''. وفي هذا السياق، قال دهيمي:''عندما نتجاهل اعمال كاتب ياسين وبشطارزي وعلولة، ونهتم بأعمال اجنبية فلا يمكن في هذا الحال أن يكون هناك مستقبل للفن الرابع الجزائري'' ويضيف: ''عندما نقتبس نصا اجنبيا لنقل مثلا نصا لكاتب دنمركي، فهل ننسى أن هذا الكاتب ألّف عمله وفق سياق تاريخي وديني ولغوي وثقافي وغيره خاص به فلماذا نقتبسه ونتناسى النصوص الجزائرية التي تتحدث عنا وتتناول ما يمسنا؟ وكأننا نسعى لسلخ نصوصنا من هويتها الجزائرية؟''. ودعا دهيمي إلى الاسراع في العودة إلى ذاكرتنا الجماعية وتاريخنا الأدبي وثقافتنا المتنوعة وتراثنا الثري والنهل منها جميعها للخروج بنصوص جزائرية، مضيفا قوله أنه يجب أن يكون انتاج الاعمال المسرحية وفق مشروع محدد، ويهدف الى خلق حركية مسرحية وفي هذا يقول: ''نعتمد في مسرح قسنطينة على انتاج كم متنوع من الاعمال المسرحية مما يعود بالفائدة على الممثل المسرحي الذي سيستفيد من التنوع، كما نتعامل في هذا المجال مع جامعة قسنطينة مما يعطي فرصة لمحبي الفن الرابع في ممارسته''. وفي سؤال عن عزوف الجمهور عن المسارح الجزائرية؟ أشار دهيمي الى أن هذه المسألة معقدة وتستلزم دراسات معمقة من الباحثين والأكاديميين، مضيفا انه خلال العشرية السوداء حدث إقصاء للمعايير المدنية والفعل الاجتماعي في المدينة وبما أن ارتياد الفضاءات الثقافية يعتبر في حد ذاته فعلا مدنيا، تعرض بدوره إلى هذا الاقصاء، بالإضافة إلى وجود جيل جديد بثقافة وقيّم وأسلوب حياة جديد قد يكون له رؤية مختلفة عن هذه المسألة. بالمقابل اعتبر المخرج المسرحي أن الكتابة فعل جاد وأنه لا يلقى الاهتمام من ممارسي الفن الرابع في الجزائر، مؤكدا أن المسرح الجزائري لا يعاني من مشكلة النص بل من مشكلة مؤلفين فالكتابة -حسبه - فعل عظيم تستلزم وجود كتاب بثقافة عالية وإدراك عميق لفنيات المسرح، اما عن حجب جائزة احسن نص في الطبعة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، فقال أن هذا الحجب يطرح أكثر من تساؤل: فهل كان ذلك بفعل ضعف نصوص المسرحيات المشاركة؟ وكيف يقيّم أعضاء لجنة التحكيم وهم من جنسيات مختلفة وبالتالي من ثقافات مختلفة نصوصا لمسرحيات جزائرية؟''. اما عن مشاريع المسرح الجهوي لقسنطينة فسيتم ابتداء من الأحد المقبل انطلاق الجولة الفنية لمسرحية ''لجواد'' بعد أن تم عرضها الشرفي في 18ماي الماضي، بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، بالإضافة إلى مشاريع مسرحية اخرى تمس الشباب.