تعدالمزرعة النموذجية لإنتاج الجمبري الياباني، والواقعة بشاطئ الرميلة بمنطقة المرسى شرق سكيكدة، المدشنة مؤخرا، من أهم المشاريع الإستراتيجية الناجحة المدرجة في إطارالإستثمارالمشترك بين الجزائر وكوريا الجنوبية، والتي من شأنها المساهمة مستقبلا في تطوير تربية المائيات بالولاية التي تحوز على إمكانات كبيرة في هذا المجال. المزرعة التي تقرر، مؤخرا، وضعها وبصفة رسمية تحت تصرف المركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري وتربية المائيات لبواسماعيل(ولاية تيبازة)، قد انطلقت أشغال إنجازها بالشراكة مع كوريا الجنوبية نهاية مارس,2009 على مساحة15هكتاراقابلة للتوسيع بتكلفة مالية تقدر ب210 مليون د.ج من طرف الجزائر، و3ر2 مليون دولار من طرف الشريك الكوري الجنوبي، وتضم 08 أحواض كبيرة؛ 04 منها منتهية وهي في طور الإستغلال، أما ال04 المتبقية فهي في طورالإنجاز، بالإضافة إلى وجود 06 أحواض أخرى مخصصة للتوسيع على المدى البعيد كما تحتوي المزرعة على مفرخة ومحطة لضخ مياه البحر وسكنات خاصة بالإطارات وقاعة للمحاضرات، وعلى مخبر علمي جد متطور. نحوإنتاج أكثر من 30 طنا سنوياً وأكد السيد رشيد عنان رئيس المشروع ل''المساء''أن عملية الإنتاج بهذه المزرعة، التي تعد الأولى في المغرب العربي لتربية الجمبري الياباني، قد انطلق في18أفريل,2011 وبدأت عملية التكاثر باستيراد أمهات الجمبري الكوري من نوع''الجمبري الزجاجي''من مصر، وأن العملية بلغت حاليا مرحلة التربية اليراقية، وستقوم هذه المزرعة النموذجية مستقبلا بتزويد مشروع تسمين الجمبري بورقلة، عند انتهاء أشغال إنجازه باليرقات، يتوقع تحقيق إنتاج30 طنا سنويا من الجمبري الياباني ستساهم في تحسين أكثر المعارف النظرية والتطبيقية للطلبة المسجلين بمختلف المعاهد التابعة لقطاع الصيد البحري والموارد الصيدية، كما ستكون مفتوحة للباحثين والجامعيين والخبراء الراغبين في التخصص في تربية المائيات، وكذلك للمستثمرين الخواص الذين يرغبون في إنشاء مزارع لتربية الأسماك منها الجمبري. إمكانات هائلة لتطوير تربية المائيات كشفت دراسة سابقة، أعدها مكتب ألماني متخصص يدعى ''روج مارين''، أنجزت في إطارالمخطط الوطني لتربية المائيات عن الإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها ولاية سكيكدة، التي تمتد على طول شريط ساحلي يقدر ب140 كلم، فيما يتعلق بتطوير وتنمية وتربية مختلف أنواع وأصناف الأسماك البحرية وغير البحرية، سواء على مستوى سدودها الأربعة وهي سد القنيطرة(دائرة أم الطوب) وسد زردازة(دائرة الحروش) وسد زيت العنبة (دائرة عزابة) وسد بني زيد (دائرة القل)، وهي أماكن مواتية حسب الدراسة لتربية أسماك المياه العذبة بالطرق المختلفة موسعة ونصف مكثفة ومكثفة، أوعلى أهم وأكبر أوديتها الثلاث والمتمثلة في وادي الكبير بمنطقة المرسى ووادي الزهور بأولاد أعطية وواد قبلي بالقل، التي تليق لاستغلال الحنكليس ولتربية المائيات وهذا بغض النظر عن الحواجز المائة المخصصة للري، سواء كانت طبيعية أواصطناعية والتي تصلح هي الأخرى لتربية مختلف الأسماك، وتذكر الدراسة بناء على عملية مسح شاملة، مست العديد من المواقع سواء على الساحل أوفي الداخل، أن تتوفر الولاية على03 مواقع لتربية الأسماك البحرية؛ الأولى تتوزع على شاطئ تمنار ومصبي وادي قبلي بالقل والوادي الكبير بالمرسى، والثانية عبارة عن موقعين متخصصين لتربية الجمبري يتواجدان على مستوى مصب واد الكبير ببلدية المرسى وبمصب واد الزهور بأولاد أعطية أقصى غرب سكيكدة، أما الثالثة فهي عبارة عن ثلاث مواقع لتربية الأصداف البحرية تتوزع بكل من شاطئ تمنار بالقل ومصبي واد قبلي بالقل والوادي الكبير بالمرسى، بالإضافة إلى موقع استغلال الحنكليس بكل من وادي قبلي بالقل والوادي الكبير بالمرسى ووادي الزهور بأولاد أعطية.. للتذكير، فإن أول تجربة في تربية المائيات بولاية سكيكدة انطلقت سنة,1985 وذلك بزرع مليون ونصف مليون بلعوط من نوع سمك السندر في سد زردازة، لتعمم العملية بعد نجاحها على بقية السدود الثلاثة وفق البرنامج الذي سطرته الوزارة الوصية آنذاك، وآخر عملية كانت على مستوى سدي القنيطرة بأم الطوب وزيت العنبة، حيث تم زرع أكثر من مليون من بلاعيط سمك الشبوط..ونشير هنا بأنه خلال,2009 بلغ إنتاج السمك الناجم عن تربية المائيات في إطاراستغلال سدود الولاية، لا سيما على مستوى سدي القنيطرة بأم الطوب غرب سكيكدة وزيت العنبة ببكوش لخضر ما قيمته 32 طنا من مختلف أنواع الأسماك، ويرى العديد من المختصين في هذا المجال بأنه، وفي حالة استغلال كل إمكانات الولاية فيما يخص تربية المائيات من قبل المستثمرين، بالخصوص الخواص، سيمكن من رفع من إنتاج السمك على مستوى الولاية إلى الضعف، بما يمكن توفيرالأسماك لكل المواطنين وبأسعار منخفضة، مع إمكانية تسويقه سواء على مستوى الولايات الداخلية أو حتى تصديره إلى الخارج..