تم أول أمس بالجزائر العاصمة، الإشادة بفكر ومسيرة مؤسس حركة مجتمع السلم، الشيخ محفوظ نحناح، وذلك بمناسبة الذكرى المزدوجة لوفاته وال 20 لتأسيس الحركة. وقد تم إحياء هذه المناسبة المزدوجة بمبادرة حركة مجتمع السلم بتنظيم الملتقى الدولي الثامن تحت عنوان ''مستقبل الوطن العربي في ظل التحولات الجديدة''، الذي تشارك فيه كوكبة من المفكرين والشخصيات من الجزائر والوطن العربي. وسلط الملتقى الضوء على الأحداث الآنية التي يشهدها العالم العربي للخروج بتوصيات، وكذا برؤية استشرافية حول مستقبل العالم العربي والإسلامي. وقد حضر الجلسة الافتتاحية للملتقى التي أشرف عليها رئيس الحركة السيد أبو جرة سلطاني، كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي والوزير الأول السيد أحمد أويحيى ووزير المجاهدين محمد شريف عباس وسفراء معتمدين بالجزائر وأعضاء من البرلمان بغرفتيه وشخصيات وطنية ودولية وممثلين عن المجتمع المدني. وأكد رئيس الحركة السيد أبو جرة سلطاني ان الطبعة الثامنة للملتقى تنعقد في ظرف يتميز ''بسقوط نظرية الاستثناء العربي من قاموس مثقفي الليبرالية الغربيين واتباعهم في الشرق ممن كانوا يتباهون بالحداثة ومتأثرين بأطروحات صدام الحضارات ونهاية التاريخ''، وكذا ''سقوط فزاعة الإسلام السياسي'' التي كانت ترفعها الأنظمة المستبدة في وجه أي إصلاح ديمقراطي في العالم العربي، وميلاد نظرية ''مقاومة الهيمنة على ايدي شعوب تريد إصلاح الأوضاع او تغيير منظومة الحكم او إسقاط النظام''. وأوضح السيد سلطاني أن هذا الملتقى سيتناول بالبحث ''ما بعد انتفاضة الجماهير ضد الوعي الزائف وضد الفزاعات المصطنعة ومقاومة الهيمنة والاحتكار لكسر حواجز الخوف وتحرير اللاوعي وعلى الأنظمة ان تستوعب الدرس البليغ''. وذكر أن ما يحدث اليوم يعد بمثابة مؤشرات على ميلاد عصر عربي جديد ''سوف ينهي تحالف الديمقراطيات الغربية المتطرفة مع الاستبداد الشرقي وسوف يسقط كل الأنظمة الزائفة التي اخفت الوجه الحقيقي لتحالف السلطة المستبدة مع المال السياسي في العلاقات الجدلية الممقوتة بين الديني والمدني والعسكري في منظومة الأنظمة البوليسية التي فرضتها الشرعيات التاريخية بين سايكس بيكو والحرب الباردة وكرستها القطبية الأحادية بعد سقوط جدار برلين وما سمي بالحرب الاستباقية بعد احدث 11 سبتمبر .''2001 وأعلن أن تاريخا جديدا بدأت تكتبه أقلام الشعوب ''بمنهجية جديدة لا شرقية ولا غربية، لا علمانية ولا أصولية، وهي أقلام حرة وحناجر حرة هاتفة باسم الشعب داعية إلى الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة وحقوق المرأة، لأنها جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان''. ومن جهته، ذكر السيد أحمد أويحيى رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، الذي تشكل تشكيلته السياسية تحالفا رئاسيا مع حركة مجتمع السلم وحزب جبهة التحرير الوطني، بأنه ''قطع مسارا طويلا في العمل مع حركة مجتمع السلم لتقويم المسار الوطني وإخراج الجزائر من الأزمة التي كانت تعيشها''. مؤكدا استعداد التجمع للمضي قدما مع الحركة في خط التجديد الوطني والتنمية التي انخرطت فيها الجزائر مع مجيء رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة . كما نوه السيد أحمد أويحيى بمشاركة حمس في الحوار الوطني سنة 1994 ودخولها في حكومة الاتلاف سنة ,1996 وصولا إلى التحالف الرئاسي الذي جاء لتحقيق هدفين كما قال وهما التقويم الوطني والتجديد الوطني. مضيفا أن المرحوم محفوظ نحناح جعل الجزائر فوق كل اعتبار في سنوات الجمر والمحن، وكذلك الشهيد بوسليماني ''الذي نحسبه من شهداء الواجب الوطني''. السيد مصطفى عوض، وهو مسؤول فلسطيني، قال في كلمة له بالمناسبة، أن مثل هذه الفعاليات تشكل بالدرجة الأولى ''احتراما لرموز الأمة كان لها باع ودور في نضالات الشعوب العربية والإسلامية''. وأكد بأن هذه الثورات التي يشهدها العالم العربي تعد دعما للقضية الفلسطينية. مشيدا بتأثر الثورة الفلسطينية بالثورة الجزائرية.