بغية إعطاء نظرة مخالفة تجاه معالم التراث الجزائري وجعل الشباب يهتمون بالتاريخ الأصيل لبلدهم، يقدّم التلفزيون الجزائري سلسلة "عجائب الجزائر" من ثلاثين حلقة وذلك بداية من شهر أفريل المقبل قبل نشرة الثامنة مباشرة أو بعدها، من إخراج أحمد عطاطفة والإنتاج التنفيذي ل "مشاهو للإنتاج"· وبهذه المناسبة، عقدت أوّل أمس بالمركز الصحفي "فرانز فانون"، ندوة صحفية نشّطها مخرج السلسلة أحمد عطاطفة والمنتج التنفيذي بلقاسم حجاج الذي أكّد أنّ هذا العمل الذي لا يتجاوز مدة عرض الحلقة الواحدة منه أكثر من ثلاث دقائق ويتطرّق في كلّ حلقة إلى معلم من المعالم التاريخية الجزائرية، يصبو بالدرجة الأولى إلى تحقيق الصلح بين المواطن الجزائري وماضيه، ذاكرته، تاريخه، وبالأخصّ مع نفسه، بالإضافة إلى الأهمية البالغة لإظهار جمال وثراء التراث الجزائري حتى يدرك هذا المواطن ضرورة حمايته وتثمينه ولما لا جذب السياح نحو هذه الثروة التي لا تقدّر بثمن· احمد عطاطفة من جهته أجاب عن سؤال ل" المساء" المتعلّق بكفاية ثلاث دقائق- المدة الزمنية التي تعرض فيها كل حلقة من الحلقات الثلاثين من السلسلة- لإعطاء نظرة وافية للمعالم التاريخية الجزائرية، بالإشارة إلى أنّ العمل عبارة عن مدخل عام وبوابة للتراث المحلي وحسب، مضيفا أنّه أيضا دعوة ليتزوّد الجميع بمعلومات عن الكنز الوفير الذي تتحلّى به الجزائر · وتمّ في هذه الأمسية عرض عشر حلقات من سلسلة "عجائب الجزائر" وهي متحف شرشال، القنطرة، حمام الصالحين، مهنة الحداد، تيديس، عمورة، ثنية الحد، المادور، تيبازة وسيدي بومدين، ويتشكّل طاقم العمل بالإضافة إلى المخرج الذي تولى مهمّة التصوير، أمحمد بن قطاف(تعليق)، حاج حمو(موسيقى)، صافي بوتلة (موسيقى الجينريك)، إيكان عقيلة وبوجمعة محفوظ (تركيب)· ويتشكّل جينريك السلسة من صور عن بعض المعالم الجزائرية مصحوبة بموسيقى حالمة وصاخبة في آن واحد، أمّا عن التعليق، فلا غبار على الصوت الدافئ لبن قطاف، الذي كان يعّبر في كل حلقة عن شوقه لرؤية المعلم الذكور باعتباره حلما لم يتحقّق بعد، إلاّ أنّه ومع ذلك كان من الأحرى اختيار صوت شاب يدعونا إلى زيارة هذه المعالم التي ما تزال في حكم الحلم بالنسبة للجميع لأنّه من الصعب تصديق أو على الأقل طاعة رجل في مقتبل العمر يدعو الشباب إلى زيارة معالم لم يزرها هو بالرغم من تقدّمه في السن، ولن يكون بذلك قدوة يتبعها النشء الجديد· بالمقابل كشف بعض الحضور ومن بينهم السيد حاشي سليمان مدير المركز الوطني لأبحاث ما قبل التاريخ والتاريخ والإنسان، أنّ هناك بعض الأخطاء تتعلّق ببعض المعلومات الواردة في الحلقات التي بثّت أمام الحضور مطالبا في السياق نفسه بضرورة الاعتماد على المختصين في التاريخ والتراث لإنجاز مثل هذا النوع من الحصص·