احتضنت قاعة "فرانس فانون" برياض الفتح، مساء أول أمس، العرض الأولى للسلسة التراثية "عجائب الجزائر" التي يخرجها أحمد عطاطفة للتلفزيون الجزائري بالتعاون مع شركة الإنتاج "مشاهو بروديكسيون". وصرح بلقاسم حجاج مدير شركة "مشاهو بروديكسيون" قبل انطلاق العرض أن شركته تولت مهمة الإنتاج التنفيذي في حين تشرف مؤسسة التلفزيون على الإنتاج وأن المبادرة تدخل في إطار اتفاق بين المؤسستين حيث تقوم "مشاهو بروديكسيون" بتقديم سلسلة مماثلة تتكون من ثلاثين مقطع، كل مقطع يستمر لمدة أربعة دقائق بمناسبة شهر التراث الذي يصادف شهر أفريل من كل سنة. وقال إن الهدف الرئيسي لهذا المشروع هو تعريف الشباب بالكنوز التي تتضمنها بلادنا حتى يتمكنوا من التخلص من عقدة الاحتقار لأنفسهم ولوطنهم. واطلعنا على عشرة مقاطع تصويرية جابت بنا أهم المواقع الأثرية ببلادنا، على غرار حمام الصالحين هذه المحطة المعدنية الواقعة بمدينة خنشلة التي لا تزال تحتوي حتى اليوم مسابح رومانية، كذلك موقع "تديس" الذي يزخر بأهم آثار تعاقب الحضارات على المنطقة، كما تطرق المخرج في هذه السلسلة إلى الجلفة بالضبط إلى "جبل بوكحيل" منبع المياه العذبة الصافية، وبمدينة تلمسان اختار المخرج مسجد سيدي الهواري الذي شيده السلطان أبو الحسن على حيث ركز على بناءه الذي هو رائعة من الروائع المعمارية بالجزائر، وغيرها من المواقع الأثرية التي لا تزال بعيدة عن اهتمام السلطات المعنية . وصرح المخرج أحمد عطاطفة بعد العرض أنه وجد صعوبة في تهيئة هذه المواقع قبل القيام بعملية التصوير، حيث أنه اضطر إلى تنظيفها، وتأسف في ذات السياق عن غياب الاهتمام بمثل هذه المواقع الأثرية التي هي بمثابة الثروة لبلادنا وقال "إن هذه المواقع مجهولة حتى من طرف سكانها لهذا فقد عمد إليها للتعريف بها"، وأشار إلى أنه استعان بمختصين في الآثار وأنه سيركز في الأعداد القادمة على الصحراء الجزائرية . ومن جهته، أبدى سليمان حاشي مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ الذي كان حاضرا بالمناسبة استعداده للتعاون في سبيل هذا الغرض، بتجنيد مختصين من المركز الذي يشرف على إدارته للتعاون مع المخرجين والعاملين في مجال السمعي بشكل عام.