وجدت قيادة الحلف الأطلسي نفسها في مأزق حقيقي بسبب توالي أخطاء طياريها الذين اخطأوا هدفهم، ليلة الأحد إلى الاثنين، أيضا وقتلوا 15 مدنيا ليبيا من بينهم أطفال في غارات استهدفت حيا سكنيا في العاصمة طرابلس. ويزداد الجدل في داخل الحف الأطلسي وليبيا أيضا على خلفية هذا الخطأ الجديد بعد ذلك الذي خلف مقتل تسعة مدنيين خمسة من بينهم من عائلة واحدة. ويبدو أن قيادة الحلف الأطلسي التي اعترفت بالجريمة الأولى لم تستطع الاعتراف بأخرى أكثر بشاعة من سابقتها ساعات فقط بعد وقوع الأولى وأكدت أنه لا علاقة لها بحادثة مدينة سرمون الواقعة على بعد 70 كلم من العاصمة طرابلس. وقال ناطق في الحلف رفض الكشف عن هويته إنه يكذب تكذيبا قطعيا أن تكون طائرات الحلف هي التي قتلت المدنيين الخمسة عشر في نفس الوقت الذي أكدت فيه مصادر ليبية أن طائرات مقنبلة أطلسية أطلقت ثمانية صورايخ على مقر سكن أحد أصدقاء العقيد القذافي في مدينة سرمون. ووصف موسى إبراهيم الناطق باسم السلطات الليبية القصف بالإرهابي والجبان والذي لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال. وقالت مصادر إعلامية انتقلت إلى عين المكان أن المبنى المستهدف لخويلدي الحميدي القيادي السابق في النظام الليبي وأحد أقرب المقربين من العقيد الليبي ضمن مجلس الثورة منذ سنة 1969 والذي فقد كل أعضاء عائلته بما فيها أحفاده. وجاءت هذه العملية في أقل من 24 ساعة منذ غارة مماثلة على مقر سكني في العاصمة طرابلس خلف مقتل تسعة مدنيين ولكن الحلف اعترف بخطئه واكتفى بالتأسف له فقط بدعوى أنه وقع عن طريق الخطأ لأنه كان يستهدف موقعا عسكريا. وتأتي هذه العمليات في وقت يمر فيه حلف الناتو بأدق فتراته منذ شروعه في فرض الحظر الجوي على ليبيا تنفيذا للائحة الأممية 1973 نهاية شهر مارس ولكنه لم يتمكن ثلاثة أشهر بعدها من تحقيق أهدافه بإرغام العقيد الليبي على مغادرة السلطة والبلاد رغم قيامه بأكثر من 1500 طلعة جوية ضد الأهداف العسكرية للقوات النظامية الليبية. فقد قررت دولة النرويج انسحابها من العلمية بحلول الفاتح أوت القادم في وقت أبدت فيه إيطاليا رغبة في الانسحاب، مما سيشكل أكبر ضربة للناتو الذي سيجد نفسه محاصرا بعامل الوقت ومشروعية عمليته بعد انقضاء مدتها وأيضا بسبب فشله في دفع العقيد الليبي إلى الرحيل. ولكن أكبر ضربة للحلف ستكون دون شك قرار الكونغرس الأمريكي برفع يده عن الرئيس باراك أوباما الذي وجد نفسه أمام خطر معاقبة إدارته بوقف تمويل العمليات العسكرية الأمريكية في ليبيا تحت طائلة عدم شرعية التدخل الأمريكي في ليبيا. وتكون مخاوف الناتو من هذا الفشل المحدق هي التي دفعته، والأمم المتحدة التي خولته هذه المهمة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، إلى تغليب فكرة البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية.