دعا البروفسور مراد سمروني رئيس مصلحة أمراض الغدد بمركز مكافحة السرطان بيار ماري كوري بالعاصمة السلطات الصحّية إلى القيام بحملة وطنية لتشخيص داء الغدة الدرقية لقياس مدى الإصابة الوطنية بهذا الداء، تمس الحملة الأطفال المتمدرسين من سن 6 إلى 14 سنة بتحليل البول لديهم و إذا اتضح أنه يظهر عند نسبة 10 بالمئة منهم إصابة ولو بسيطة بالغدّة الدرقية فمعنى هذا احتمال مواجهة خطر إصابة الصحة العمومية بهذا الداء مشيرا إلى انه لم يتم القيام بحملة مماثلة منذ بداية الثمانينات· وأضاف البروفسور سمروني في حديث مع "المساء" أمس على هامش انعقاد اليوم الدراسي حول مخاطر نقص اليود في الأغذية أن عامل نقص المادة له مخاطر سلبية كثيرة على الصحة العمومية تظهر أساسا في الأمراض العصبية و التأخر الذهني خاصة لدى الأطفال، كما يؤثر نقص اليود على معدل الخصوبة بسبب نقص أو تراجع استهلاك مادة اليود أثناء الحمل مما يسبّب الإجهاض او ارتفاع نسبة وفيات المواليد الجدد· ويؤدي نقص اليود أيضا إلى تعقيدات أكثر خطورة تظهر في سرطانات الغدد الصماء و منها الغدّة الدرقية المنجر عنها حالات الجراحة المكلّفة جدا· وأشار البروفيسور أن حوالي 9 في المئة من نسبة الاستشارة اليومية في مصلحته بمركز مكافحة السرطان بالعاصمة تعود إلى مشاكل الغدّة الدرقية التي إن لم يتم التكفّل بعلاجها بشكل جيد تصبح مع الوقت مرضا مزمنا مكلفا ملايين الدينارات للتكفل الصحيح به · وبما أن جسم الإنسان لا ينتج مادة اليود إلا انه بالمقابل في حاجة مستمرة لها و لكن بمقدار محدد، والمعلوم أيضا ان المؤسسة الوطنية للملح "انسال" تنتج نصف الكمية المتداولة في السوق من الملح المضاف له اليود غير ان النسبة المتبقية ينتجها خواص و لا يعلم ما إذا كانت مراقبة من ناحية احتوائها على اليود أم لا، وعليه-يضيف البروفسور- فانه من الأهمية بمكان أن تكثف السلطات المعنية من الحملات التحسيسية لرفع المستوى السوسيواقتصادي والثقافي على حد سواء للمواطنين حول مدى أهمية احتواء أغذيتهم لمادة اليود· وفي سياق متصل ذكرت ممثلة وزارة التجارة في تدخّلها ان مصالح الوزارة تشرع بداية افريل القادم في حملة مراقبة الإنتاج والتخزين والتكييف والتوزيع للملح وكمية اليود المضاف إليه· من جهته أوضح لنا السيد عبد الرحمان رزاق من مؤسسة انسال المشاركة في أشغال اليوم الدراسي أن 75 بالمئة من غذاء الجزائريين يتمثل في الخبز وان الملح المستعمل في طبخه لا يختاره المستهلك وإنما الخباز وان 80 بالمئة من هذا الملح غير مراقب وهو ما يعني أن صحّة المستهلك على المحك داعيا هذا الأخير إلى ضرورة توخي الحذر لدى اقتنائه لغذائه كيفما كانت صورته· جدير بالإشارة انّ اليوم الدراسي حول نقص اليود في الأغذية انعقد أمس بمعهد الصحة العمومية وحمل هدف التحسيس بأهمية توفّر مادة اليود في الغذاء اليومي بنسب معتدلة تفاديا لمخاطر الإصابة بالتاخّرات الذهنية والأمراض العصبية خاصة لدى المواليد الجدد والأطفال وكذا لدعوة المصالح المختصة الى القيام بحملة تشخيص الداء سواء في المدارس او في مصالح الولادة بالمستشفيات لقياس مدى احتمال الإصابة بخطر الغدّة الدرقية بالوطن· مع العلم أن الإحصائيات المعطاة أمس تتحدّث عن وجود 5 ملايين جزائري معرّضين لمخاطر نقص اليود ومنه الإصابة بالغدّة الدرقية·