''في قضية تعد الأولى من نوعها على مستوى العاصمة قامت فصيلة للدرك الوطني بإيقاف شاب لارتكابه جريمة إلكترونية على صفحات موقع الفايسبوك بعد نشره لصور فتاة في أوضاع حرجة، حيث وجهت له تهم التشهير بصور فوتوغرافية وعرض صور مخلة بالحياة، خبر أردنا من خلاله معرفة أراء الجزائريين بمختلف أعمارهم، حول هذه القضية وعن هذا الموقع الذي شاع استخدامه والخطورة التي أصبح يشكلها استعماله لاسيما على حياتهم الخاصة. سألت ''المساء'' بعض المواطنين في شوارع العاصمة عن مدى استعمالهم لهذا الموقع وعن النظرة التي يحملونها حول هذه القضية، فكان جواب الأغلبية منهم يمكن أن نقول عنه ''متوقعا'' كونهم يستعملونه كل يوم تقريبا. ومن بينهم ''الياس. د'' الدارس بكلية الحقوق ببن عكنون والذي قال لنا ''إن الفايسبوك أصبح جزءا من حياته، وأول ما يفعله عند الدخول إلى البيت هو تصفح هذا الموقع للدردشة مع أصدقائه والاطلاع على آخر الأخبار سواء تعلق الأمر بأخبار العالم أو ما يتعلق بغيره (رفقائه وأعدائه كما يقول). أما أمينة البالغة من العمر 18 سنة والتي لازالت تدرس في الثانوية فقالت إنها ''تمضي معظم أوقاتها في تصفح موقعها على الفايسبوك للاطلاع على صور أصدقائها وآخر ''المستجدات''، ما جعلها تسقط في امتحان انتقالها حيث أثر هذا الإدمان على تركيزها الذي كان يقتصر على تعليقات زملائها ''، وبالنسبة ل''ليلى'' خريجة معهد التجارة والتي وجدت عملا بعد أربع سنوات من الانتظار فقد قالت لنا إن ''هذا الموقع كاد يهدد صحتها، وما هو إلا مضيعة للوقت، ففي الفترة التي كانت تبحث فيها عن عمل ظنت أنه سيساعدها في ذلك خصوصا مع تعدد الاتصالات، وبدلا من ذلك أصبحت مدمنة عليه تتصفح الموقع بعد تناول عشائها لتقضي وقتها تبحث عمن يستطيع مساعدتها حتى ساعات متأخرة من الليل ولطالما انتظرت أن تتحقق تلك الوعود الزائفة''.
الفايسبوك وجريمة عرض الصور المخلة بالحياء أما ما يخص قضية إيقاف ذلك الشاب بتهمة التشهير بصور فوتوغرافية بعد نشر صور فتاة في أوضاع حرجة، سألنا أحد المارة الذي كان متوجها إلى مكان عمله برفقة زميلته عن رأيه حول هذا الحدث وعن مدى ثقته بهذا الموقع فرد علينا ''إنها جريمة لا يمكن تجنب حدوثها فموقع الفايسبوك كثيرا ما أحدث ضجات من هذا النوع في البلدان التي وضعته'' وأضاف أن ''ما يحدث جراء هذا الموقع ما هو إلا خطر جديد سبق لنا وأن عرفنا مثله مع تطور التكنولوجيا، حيث كنا نشتكي من التلفزة وما تعرضه القنوات الأجنبية وتأثيرها على سلوكنا، واليوم أصبحنا نشتكي من الشبكات الاجتماعية''، وقالت لنا زميلته التي أرادت أن تعبر عن رأيها إن ''السلطات المعنية لابد أن تتحرك تجاه جرائم كهذه وسترتكب جرائم أخرى من هذا النوع بل أبشع منها بكثير ''وأعربت عن اطمئنانها لاهتمام الدرك الوطني بالقضية وبرغبة مكافحته لها إلا أنها أضافت أن ''الحذر يبقى أحسن الحلول لتفادي الوقوع في ورطة كهذه فآلات التصوير وأجهزة الكمبيوتر وتوابعها أصبحت لعبة بين أيدي أصحابها سهلة الاستخدام كثيرة الأذى'' كما أكدت أنها ''لم تعد تعرض صورها على هذا الموقع بعد ما شاهدته من برامج حول هذا الموضوع ''وواصلت حديثها قائلة إن ''هذه الفتاة الجزائرية كانت محظوظة عند تدخل الدرك الوطني، وهي نفس الجريمة التي حدثت في أمريكا والتي أدت إلى انتحار الفتاة وعدم إلقاء القبض على من اعتدى على كرامتها لعدم ثبوت التهم عليه''، أما السيد ''عبد الرحمن. ن'' البالغ من العمر 45 سنة والموظف في شركة أجنبية معروفة فقال إنه ''لا يثق بهذا الموقع ولا حتى بما يدعى ب''الاعدادات الخصوصية'' المخصصة لحماية معلومات المستخدم بل يستعمله لأغراض مهنية فقط للتواصل مع زبائنه ومع مديره والموظفين معه، فهو لا يرغب في أن يؤثر على حياته الشخصية كونه متزوجا وأبا لطفلين، ويسعى إلى التفرغ لعائلته''، وفاجأتنا الآنسة ''فاطمة'' بتأكيدها لنا أنها ''ستترك الصور التي نشرتها على الموقع واصفة إياها بالوسيلة التي مكنتها من إعادة ربط الاتصال بزملائها من طور المتوسط وخاصة إحدى زميلاتها التي أصبحت اليوم صديقتها المقربة إليها بعد انتقال عائلتها إلى مسكن آخر منذ عشر سنوات''. ويبقى الفايسبوك والأنترنت على العموم سلاحا ذا حدين في زمن تكثر فيه الجرائم بشتى الأنواع ويتزايد فيه العنف.