تتواصل بقصر الثقافة إمامة بتلمسان، فعاليات الأسبوع الثقافي الكاميروني، في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وتضمّ نشاطين ثقافيين يتعلّقان بمعرض للوحات تشكيلية ومعرض آخر حول الألبسة التقليدية. وقال رئيس الوفد الكاميروني، نكان بلاز جاك، في كلمته بحفل افتتاح الأسبوع الثقافي الكامروني الذي تختم فعالياته غدا، أن الكاميرون تظل حاضرة في مواعيد الأحداث الثقافية الكبرى التي تنظمها الجزائر، مثل المهرجان الثقافي الافريقي الأول والثاني وكذا تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، مضيفا أنه من الضروري توطيد وتقوية العلاقات الثقافية بين البلدين. ونوّه نكان بمناقب مدينة تلمسان قائلا إن عاصمة الزيانيين هي بحق معقل العلم والثقافة، علاوة على كونها فضاء يؤكد على أهمية التقارب بين الشعوب وكذا على قدرة الدين في الجمع بين الناس وليس في نفورهم عن بعضهم البعض. وتم في هذا اليوم افتتاح معرضين؛ الأول يهتم باللوحات التشكيلية والرسومات، والثاني يعرض الألبسة التقليدية النسائية والرجالية، ووّقع الفنانان ادريسو نجويا، أستاذ الفنون الجميلة وتلميذه فيلام أبولينار لوحات المعرض الأوّل لهذا الأسبوع الثقافي. وقادنا ادريسو نجويا، في رحلة عبر لوحاته التي يشارك بها في هذا المعرض، والبداية بلوحة ''رسالة الملك'' والتي يقول عنها ادريسو أنها تمثل فترة تاريخية جد مهمة من حضارة باموم (غرب الكاميرون)، حيث قرر الملك أن يتم تعليم الحروف الهجائية لهذه اللغة المحلية للشعب، فطلب من حكماء المنطقة تأليف كتاب حول هذه اللغة المتكونة من ثمانين حرفا، وفي هذا السياق قال ادريسو ل''المساء'': ''يوجد في متحف البابوم أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة، فمن الضروري أن يتناقل الأجيال تراثنا الثري، علاوة على أهمية أن يتجسد هذا التراث في دعامة مادية مثل المخطوطة حتى يظل خالدا''. أمّا اللوحة الثانية فهي تحمل عنوان ''سكرة الموت'' أو ''الكرب'' وضع الفنان فيها أكياس حقيقة من السيروم، وأوصلها بالقارات الخمس التي رسمها وعنون كل واحدة منها بعناوين تتعلق بالآفات التي تعاني منها مثل آفة العنصرية بأوروبا والقبلية بإفريقيا. ورسم ادريسو أيضا لوحات أخرى عن لغة البابوم، كما عرض أيضا في هذه الفعاليات لوحة فاز بها بالجائزة الثانية للتعاون الفرنسي، فرسم الثعبان ثنائي الرأس بالألوان وبالقماش أيضا، فكانت لوحة جميلة تستقطب الأنظار، أما لوحة''الأمل في عالم أفضل''، فرسم فيها الفنان تابوتا ودفن فيه ما ينخر روح وجسد الإنسان كالحرب والإرهاب والرشوة وغيرها. وماذا عن الزواج، وكيف يراه ادريسو، ويجيب هذا الأخير أنه رسم لوحة''الوحدة المقدسة'' معبّرا فيها عن الزواج الذي، وإن ما يعتبر رابطة مقدسة، يراه قيدا لحرية الإنسان، فلا حرية في الزواج. أمّا لوحات الفنان فيلام أبولينار، فقد جاءت هذه الأخرى تعبر عن رؤية الفنان لكل ما يدور حوله وبالأخص الجانب المظلم للعالم، فرسم لوحة''الهجرة''والتي تعبر عن حالة اليأس التي تصيب من يتعرض للعنف في ظل الحروب والأزمات فيضطر إلى الهجرة، بالمقابل، رسم الفنان لوحات أخرى ولكن هذه المرة عن الأمل المنشود، مؤكّدا في السياق ذاته عن ضرورة التفاؤل بغد أمثل. فكانت لوحات ''الانتصار'' و''الحرية''والصلاة'' و''نحو مستقبل أفضل''والانسان'' تعبّر عن أمل فيلام في يوم سعيد ينتصر فيه الإنسان على الآفات والأزمات والمشاكل التي تعترض طريقه وتهدد مستقبله، فرسم في لوحة''الحرية'' مجموعة من الناس ملتفين حول بعضهم البعض في تعاضد ووحدة، مثبتين أنّ الحرية الحقة هي التي تدفع الإنسان أن يقدم أفضل ما يستطيع دون أن يعترض سبيله أحد، أمّا لوحة ''الصلاة'' فكتب فيها بعض آيات من الذكر الحكيم، في حين رسم في لوحة '' نحو مستقبل أفضل''، آثار أقدام ترتفع إلى الأعلى كرمز لحاجة الإنسان إلى أن يتطلع إلى ما هو أفضل. بالمقابل، قام الدكتور كيني فونغوت بدور المرشد في الرواق المخصص لمعرض الألبسة التقليدية، حيث تحدّث بالمناسبة عن تاريخ وأصل الألبسة التقليدية الكاميرونية والتي ضمّت مزيجا بين الثقافة المحلية والثقافات الأخرى كالإسلامية والآسيوية والعربية. للإشارة، لم يشارك البالي الوطني للكاميرون في هذه التظاهرة بحجة مشاركته في جولة بآسيا، فاقتصرت مشاركة هذا البلد الذي سيحتضن الطبعة الثالثة للمهرجان الثقافي الإفريقي سنة 2013 على معرضين إثنين لا غير. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: لطيفة داريب