أعربت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي عن رغبتها في أن تنظم الجزائر تظاهرة ثقافية من طينة عاصمة الثقافة العربية أو عاصمة الثقافة الإسلامية كل سنتين على الأقل وهذا حتى يتمكن القطاع من تحقيق المزيد من المشاريع التي تشكل الأرضية لنهضة ثقافية حقيقية. وأضافت الوزيرة في الندوة الصحفية التي نشطتها أمس بقاعة فرانس فانون (رياض الفتح) حول تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011 أن وزارة الثقافة التي لا تزيد ميزانيتها عن نسبة75,0 بالمائة من الميزانية الإجمالية للحكومة تستفيد من ميزانيات مالية معتبرة خلال تنظيمها لتظاهرات كبرى مما يمّكنها من ترميم معالم ثقافية مهمة وتسطير نشاطات ثقافية مكثفة وتجسيد مشاريع كبرى بالإضافة الى إعطاء الفرصة للكفاءات الوطنية الشابة لتقول كلمتها في بناء الجزائر. وفي هذا السياق، دعت الوزيرة الى تثمين دور الثقافة في بناء الأمة وشحذ الهمم مؤكدة ان المواطن الجزائري ليس ذاك الذي يهتم بالأكل والشرب والنوم وحسب بل هو ذاك الذي لا يجد ضالته من دون الثقافة التي هي بحق غذاء لا يمكن الاستغناء عنه. بالمقابل تناولت الوزيرة حيثيات برنامج تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية2011 والتي ستنطلق فعالياتها الرسمية يوم 16افريل المقبل، في حين سيشرع في تقديم النشاطات الثقافية ابتداء من يوم المولد النبوي الشريف أي يوم 15 فيفري الجاري، كما حدد تاريخ 15افريل لتنظيم الافتتاح الشعبي لهذه الفعاليات. وقالت الوزيرة في هذا السياق انه تم اختيار مدينة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية نظرا لما تملكه من تاريخ متميز وكذا بما تزخر به من تراث عمراني يمثل مختلف المراحل الإسلامية، مضيفة انه تم بفضل تنظيم هذه التظاهرة تجسيد العديد من المشاريع بفضل الميزانية المخصصة لهذه الفعاليات وهذا من طرف ثمانية مكاتب للدراسات ومائة مؤسسة جزائرية. وتم في هذا الصدد إعادة بناء القصر الملكي الزياني وقاعة السينما ''الكوليزي''، انجاز قصر للثقافة ومسرح الهواء الطلق وأربعة متاحف (الفن والتاريخ لمدينة تلمسان، الخط العربي، الآثار الإسلامية، اللباس التقليدي) وكذا إنشاء مركز للمخطوطات وأجنحة مخصصة للمعارض بالإضافة الى انجاز مركز للدراسات الأندلسية ومكتبة مركزية ولائية. وفي مجال الترميم تم تحقيق 99 مشروعا تمثلت في إعادة تأهيل وترميم المناطق الحضرة لتلمسانالمدينة وضواحيها مثل المساجد والمباني القديمة والأسوار، حيث جند لتجسيدها 24 مكتبا للدراسات و50مؤسسة وطنية. وستعرف هذه التظاهرة احتضان الكثير من النشاطات الفكرية والثقافة والفنية والبداية بالملتقيات وعددها 12ملتقى تجمع خبراء جزائريين وأجانب لمناقشة كل ما له صلة بحضارة تلمسان، مرورا بالمهرجانات التي بلغ عددها ثمانية مثل المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي والمهرجان الثقافي الدولي للإنشاد، ووصولا الى الجولات الفنية التي سيتم توزيعها عبر تسع ولايات مجاورة لتلمسان. وفي الميدان الموسيقى سيتم تنظيم 20 حفلا موسيقيا على مدار السنة بمشاركة ألف فنان، في حين سيتم تنظيم عشرة معارض، مثل معرض ''العصر الذهبي للعلوم في الدول الإسلامية'' ومعرض''الحياة اليومية في تلمسان''، بالمقابل سيشتمل البرنامج المخصص للكتاب نشر 365 عنوانا عن تلمسان، اما عن الفن السابع فقد تم انتاج 48 فيلما وثائقيا جديدا وفيلمين خياليين. وسيتم خلال هذه الفعاليات برمجة 19مسرحية بالإضافة الى الأسابيع الثقافية الوطنية والأيام الثقافية الأجنبية بتلمسان والتي ستضم نشاطات متنوعة، كما سيتم استغلال هذه التظاهرة لتكريم شخصيات الموسيقى الأندلسية وتسجيل أعمال فنية مختلفة. وستكون مناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 فرصة لإنجاز وإصدار طبعة مرموقة بزخرفة فاخرة للقرآن الكريم تسمى المصحف الردوسي والذي يعود الى بداية القرن العشرين حيث كتبه الخطاط الجزائري محمد صفاطي وطبع من طرف قدور مراد بن الردوسي صاحب مطبعة الثعالبية بالعاصمة، وكذا إصدار مصحف الخطاط شريفي عميد الخطاطين الجزائريين المعاصرين. للإشارة ستشارك في هذه الفعاليات لغاية اللحظة 29دولة عضو في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافةعلاوة على مشاركة 12دولة غير عضوة في المنظمة مثل الهند والصين والولايات المتحدةالأمريكية والبرتغال واسبانيا، وفي هذا السياق سيتم تنظيم ندوة صحفية يوم 15مارس لتقديم البرنامج الكامل للتظاهرة. وكشفت الوزيرة انه تم بعد اختيار تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية اصدر قرار في 24 سبتمبر 2009 ينص على إنشاء لجنة وطنية ولجنة تنفيذية وطنية ولجان محلية مكلفة بتنظيم هذه التظاهرة وتضم أطرافا عديدة مثل الوزارة الأولى، الوزارات المختلفة والسلطات المحلية في دليل على تضافر الجهود بين الجميع لإنجاح مثل هذه التظاهرة