ورطت السلطات الفرنسية الحلف الأطلسي ومجلس الأمن الدولي في فضيحة إلقاء أسلحة حربية فوق الأراضي الليبية بدعوى دعم مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي المعارض للنظام الليبي وأكدت أن هاتين الهيئتين كانتا على علم بالعملية. وجاءت التأكيدات الفرنسية على لسان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي الذي أكد أن باريس أخطرت مجلس الأمن وحلف الناتو بالعملية قبل تنفيذها. ويحاول الوزير الفرنسي التنصل من المسؤولية المنفردة لبلاده في هذه الفضيحة كون عملية من هذا القبيل تعتبر خرقا صارخا لنص اللائحة الأممية 1973 التي نصت فقط على فرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين الليبيين. ووجدت فرنسا نفسها في قفص الاتهام وهو ما جعل وزير الخارجية الفرنسي يضطر إلى التوجه إلى موسكو لتوضيح الموقف بعد انتقادات لاذعة من طرف روسيا للتصرف الفرنسي وطالبت لأجله بتوضيحات رسمية حول هذا الخرق. وقال جوبي مدافعا عن موقف بلاده إننا نعمل في إطار اللوائح الأممية في نفس السياق الذي اعترف فيه انه في خلاف مع روسيا دون ان يمنعنا ذلك من العمل سويا''. وجاءت التوضيحات الفرنسية المتلاحقة بعد انتقادات لاذعة وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي استهجن مسعى السلطات الفرنسية بإلقاء أسلحة في منطقة الجبل الغربي لصالح المعارضة الليبية المسلحة مستنكرا في ذات السياق التاويلات التي تقوم بها دول حلف الناتو لخرق اللائحة الاممية حول ليبيا. وقال لافروف متهكما إن ألان جوبي رد على تساؤلاتي وجوابه كان أن في اللائحة 1973 فقرة تبيح لأي طرف أن يفعل ما يشاء ولأي سبب كان''. ولكنه شدد الإشارة أن الأطراف المعنية بمنطوق هذه اللائحة يتعين عليهم إخطار الأمين العام الاممي والامين العام لجامعة الدول العربية بالإجراءات المتخذة في هذا الشأن وفق هذه الفقرة. يذكر أن دولا أعضاء في حلف الناتو أعابت أيضا على فرنسا خطوتها رغم الذرائع التي رفعتها وعلى رأسها بريطانيا التي رفضت القاء اسحلة عبر الجو لقوات المجلس الانتقالي الذي اصبح يشكو من افتقاد عناصره للأسلحة اللازمة لمواجهة كتائب العقيد معمر القذافي. وهو التصرف الذي أعابه غالبية الشعب الفرنسي الذين رأوا في تصرف بلدهم بمثابة قرصنة بعد استنكر 51 في المائة من الفرنسيين إقدام الناتو على شن عمليات عسكرية ضد ليبيا. ويكون الموقف الروسي المتشدد أملته معطيات مؤكدة حول تمهيد فرنسي لشن هجوم بري على القوات النظامية الليبية بعد أن عجزت قوات المجلس الانتقالي على تحقيق الغلبة الميدانية بعد خمسة أشهر من المواجهات. وهو الشعور الذي جعل المبعوث الدائم لروسيا لدى حلف شمال الأطلسي دميتري روجوزين يحذر امس من شن عملية برية في ليبيا مؤكدا أن هناك عددا من الدول أصبحت على وشك تنفيذ مهمة برية ضدها. ودعا روجوزين دول الحلف الاطلسي إلى إظهار شعور مشترك والامتناع عن شن عملية برية في ليبيا وقال ''نحن على وشك استعدادات لعملية برية في ليبيا'' محذرا من أن مثل هذه العملية ستطول أمد النزاع بل وأنها ستجعل منه نزاعا دوليا خارج قدرات الناتو.