أكد وزراء خارجية في اجتماع لبحث مستقبل ليبيا، أمس، على ضرورة رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي في أقرب الآجال، مشيرين إلى أنه ينبغي أن يتلقى المعارضون دعما ماديا. وأضافوا في البيان الختامي أن المشاركين متفقون وحازمون أمرهم بأن القذافي ونظامه فقدا كل شرعيتهما وينبغي أن يتخلى الزعيم الليبي عن السلطة ويسمح للشعب الليبي بتحديد مستقبله وأشار البيان الختامي إلى ضرورة دعم الجهود الإنسانية لإنقاض أزيد من 3 ملايين مواطن ليبي من كارثة إنسانية، ووصف الخبراء والمحللون قرارات مجموعة الاتصال بأنها مؤشرا على تقارب في المواقف تجاه الأحداث في ليبيا وهو ما سيعزز من احتمال إعلان انطلاق العمليات العسكرية البرية في القمة التي ستحتضنها إيطاليا مطلع الشهر القادم. ويشير الخبراء إلى أن قرارا خطيرا وحساسا لم يكن لقطر أن تعلن عنه، كما أن صعوبة تحقيق دعم الجهود الإنسانية في ليبيا سيمنح الفرصة للقمة القادمة من أن تعلن التدخل البري مستغلة الانطباع العام الذي سيعكسه عجزهم عن دعم الجهود الإنسانية. وشددت فرنسا، التي تعتبر دولة محورية في حرب ليبيا، على لسان وزير خارجيتها، آلان جوبيه، على مواصلة الجهود العسكرية من أجل الإطاحة بالعقيد معمر القذافي وقال جوبيه على هامش مؤتمر الدوحة “إن قوات التحالف في ليبيا يجب أن تواصل الضغط العسكري القوي على قوات العقيد معمر القذافي لإقناعه بأنه ما من سبيل أمامه سوى ترك السلطة”. وفي السياق ذاته، أكد مسؤول فرنسي كبير على ضرورة عودة الولاياتالمتحدة للمشاركة في الضربات العسكرية ستساعد عملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا وأن من الممكن أن تكثف كل من إيطاليا وإسبانيا وهولندا والسويد جهودها. ويعكس موقف نظيره الإيطالي الذي أشار إلى أن القرار رقم 1773 لا يمنع دعم الثوار بالأسلحة، توافق فرنسي إيطالي يعطى مؤشرا على تصعيد العلميات العسكرية وقال جوبيه “الهدف واضح.. وعلينا أن نواصل الضغط العسكري القوي والنشط لإقناع القذافي بأنه ما من مخرج”. هذا، ولم يكن من الممكن أن يتم إعلان الحرب البرية على القذافي من الدوحة، وذلك لحساسية قطر كدولة عربية يجعل من إعلانها حربا برية على دولة أخرى أمر صعب ومحرج، وإن كان وزراء الخارجية الذين اجتمعوا اعتبروا أن الأمر يتطلب تنسيقا أفضل بين حلف شمال الأطلسي والمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا بشأن الهجمات الجوية. وإن كانت الحكومة الليبية وصفت أمير قطر بالدكتاتور واعتبرت قطر مجرد كيان نفطي، على حد تعبير الناطق باسم الحكومة الليبية، إلا أنه يظل من المستعصي على قطر أن تحتضن حدثا تاريخيا يمنح قوات التحالف الدولية التدخل بقواتها البرية على أرض عربية، خصوصا أن قطر لاتزال تتطلع إلى دور عربي بارز. وقال ماركو فيسنسينو، مدير معهد جلوبال بروجيكتو، إن الوضع في ليبيا حساس للغاية وإن مجموعة الاتصال بدأت في الاتفاق بشكل سريع. هذا وافتتح ممثلو مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالأزمة الليبية اجتماعهم في العاصمة القطرية الدوحة برئاسة كل من بريطانيا وقطر وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. وقد افتتحت الجلسة بكلمة ولي العهد القطري، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دعا فيها الى “تمكين الشعب في ليبيا من الدفاع عن نفسه وحماية المدنيين الليبيين”. وأكد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، في كلمته أن العمليات التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي الناتو ساهمت في حماية أرواح المدنيين في ليبيا وأنه “لو لم نوقف القذافي لوقعت كارثة إنسانية”. الأمين العام للأمم المتحدة : نحتاج إلى 310 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في ليبيا قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه “لابد للمجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد لدعم شعب ليبيا”. وحذر من أن الوضع الإنساني خطير جدا في المدن الليبية وخاصة مصراتة، كما دعا إلى حشد كافة الإمكانيات بما في ذلك الإمكانات العسكرية لإيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجون اليها في ليبيا. وأوضح بان كي مون قبل بدء جلسة مجموعة الاتصال الدولية الخاصة لمناقشة الأزمة الليبية في اجتماعهم أمس في العاصمة القطرية الدوحة “إن هناك إلى 310 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في ليبيا تم توفير 39 بالمائة منها فقط”. هذا وتحذر جماعات حقوق الإنسان من تناقص المواد الغذائية والإمدادات الطبية في مصراتة.