أكد تقرير نرويجي حول الصحراء الغربية أن الشعب الصحراوي "شعب محتل يعاني من ويلات الاستعمار مما يستلزم تحرك المجموعة الدولية لممارسة ضغوطات على المغرب لحمله على للانصياع للشرعية الدولية المقرة بحق هذا الشعب في تقرير مصيره· وجاء في التقرير الذي أعده المجلس النرويجي للاجئين تحت عنوان "بلد محتل وشعب مهجر" في 22 صفحة أنه منذ أكثر من ثلاثين عاما يعيش نصف السكان الصحراويين في مخيمات اللاجئين في الجنوب الجزائري في وقت يعيش بلدهم تحت وطأة الاحتلال· وأكد التقرير أن الشعب الصحراوي لم يتسنّ له طيلة هذه الفترة من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير رغم أن كل اللوائح الأممية الصادرة بخصوص النزاع الصحراوي أقرت هذا الحق من منطلق أن القضية الصحراوية هي مسألة تصفية استعمار وحلها لن يتم إلا عن طريق إجراء استفتاء حر ونزيه في الصحراء الغربية· وتكون النرويج بإصدارها لهذا التقرير قد انضمت الى كل من روسيا والمملكة المتحدة اللتين أكدتا قبل أسبوع على ضرورة العودة الى لوائح مجلس الأمن الدولي الخاصة بتسوية النزاع في الصحراء الغربية· وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن بلاده مازالت متمسكة بتطبيق لوائح مجلس الأمن الدولي التي نصت صراحة على إنهاء النزاع بالطرق السلمية وفي اطار الأممالمتحدة· وهو الموقف نفسه الذي أكدته الخارجية البريطانية التي جددت تمسك لندن بتطبيق اللوائح الأممية الخاصة بتسوية النزاع· ولكن ورغم موقف الدولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن الدولي من القضية الصحراوية إلا أن منظمة الأممالمتحدة لم تتمكن من تطبيق تلك اللوائح التي انصبت كلها في سياق واحد وهو حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بكل حرية· وهو الأمر الذي تأسف له الناشر ريشارد سكريتبرغ وقال في توطئة التقرير أن مجلس الأمن صادق على أكثر من لائحة تؤكد حق الصحراويين في تقرير مصيرهم إلا أنه لم يتحرك لحمل المغرب على الانصياع للشرعية الدولية وتطبيق الاتفاقيات التي كانت الرباط وقعتها مع جبهة البوليزاريو بداية تسعينات القرن الماضي· وقال سكريتبرغ إن المغرب عمد الى تقسيم الشعب الصحراوي ورمى به في الشتات بعد أن أقام جدار العار على طول 2200 كلم في قلب الصحراء الغربية· ولكن الشعب الصحراوي الذي سلب حقه في الحرية والاستقلال سلب حقه أيضا في الحياة والعيش الكريم بعدما أصبح اللاجئون في مخيمات تندوف يعيشون على وقع كارثة إنسانية بسبب تقليص حجم المساعدات الانسانية· ودقت أمس عدة منظمات إنسانية دولية ناقوس الخطر محذرة من كارثة إنسانية في أوساط اللاجئين الصحراويين بعد نفاد مخزون المواد الغذائية الأساسية الخاصة بتغطية احتياجات هؤلاء خلال الشهر الجاري· وعلى إثر هذه الوضعية الخطيرة وجه الهلال الأحمر الصحراوي نداء استغاثة للبلدان المانحة والمنظمات الانسانية الدولية للإسراع في تقديم المساعدات لأكثر من 158 ألف لاجئ صحراوي الأكثر عوزا ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ· وليست هذه المرة الاولى التي تدق فيها هذه المنظمات ناقوس الخطر فقد سبق وأن عاش اللاجئون الصحراويون وضعية مماثلة منذ عام ونصف بعد أن قامت الدول المانحة بوقف مساعداتها للاجئين الصحراويين بسبب الإشاعات التي راجت حول توجيه هذه المساعدات الى جهات أخرى· وهو الأمر الذي نفته جبهة البوليزاريو واعتبرته مناورة مغربية جديدة حاولت الرباط من خلالها تضييق الخناق على الصحراويين لإرغامهم على قبول الأمر الواقع وفرض مخططها للحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع الصحراوي الذي تجاوز العقد الثالث· ولكن محاولاتها باءت بالفشل وأكثر من ذلك فإن هذا المخطط قوبل برفض واستنكار كبير سواء من قبل الصحراويين أو المنظمات الحقوقية التي أكدت بتعارضه مع الشرعية الدولية لأنه أنكر حق الشعب بأكمله في تقرير مصيره· وهو الأمر الذي أكده التقرير النرويجي بعدما اعتبر مخطط الحكم الذاتي غير شرعي ولا يمكن اتخاذه كبديل عن حق تقرير المصير الذي لم ير النور أبدا· كما أن المجلس النرويجي الذي اعتبر القمع المغربي في الصحراء الغربية أكثر همجية من قمع الاحتلال الاسباني، أكد أن احتلال المغرب لهذا الجزء من العالم يقف عائقا أمام تطور واستقرار أمن المنطقة·