حظيت قضية الصحراء الغربية بحصة الأسد في المداخلات والنقاشات التي شهدها اليوم الأول من الدورة السنوية للجنة الرابعة لمنظمة الأممالمتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار التي انطلقت أشغالها أول أمس الاثنين بنيويورك الأمريكية. وتقاطعت مواقف وتصريحات مختلف المشاركين وممثلي الجمعيات والمنظمات الدولية المناهضة للاستعمار على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وفقا للوائح الأممية ومبادئ الشرعية الدولية المقرة بحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها. وقال الوزير الصحراوي للشؤون الخارجية محمد سالم ولد السالك في تصريح صحفي على هامش افتتاح الدورة، أن القضية الصحراوية عادة ما تحتل صدارة نقاشات أشغال اللجنة الرابعة وهو ما اعتبره دليل قوي على تمسك المجتمع الدولي بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. للإشارة فإن اللجنة الرابعة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار كانت قد أدرجت مسالة الصحراء الغربية ضمن قضايا تصفية الاستعمار منذ عام 1964 في تأكيد واضح من قبل المجموعة الدولية على أحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن طريق استفتاء حر ونزيه. ومنذ ذلك التاريخ صدرت العديد من اللوائح الأممية المقرة بهذا الحق لكنها بقيت مجرد حبر على ورق بسبب رفض المحتل المغربي بدعم من قوى عظمى داخل مجلس الأمن الدولي الانصياع للشرعية الدولية مما أدى إلى إطالة أمد النزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع. وهي الحقيقة التي يدركها مسؤولو المنظمة الأممية حيث أعرب الأمين العام الاممي بان كي مون مؤخرا عن أسفه لعدم استكمال مسار تصفية الاستعمار في الأقاليم ال 16 غير المستقلة ومن بينها إقليم الصحراء الغربية. ولكن أغلبية المشاركين في الدورة السنوية للجنة الرابعة الأممية أكدوا على أن تقرير المصير يبقى الحل الوحيد لتسوية النزاع الصحراوي وأيدوا المصادقة على لائحة جديدة حول الصحراء الغربية تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقد أعربت مجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية ومجموعة "ريو" التي تضم 22 بلدا من أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي بوضوح خلال النقاش العام عن دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ودعت بلدان أخرى مثل كوبا المنضوية تحت لواء حركة عدم الانحياز والصين إلى العمل على تسوية كل قضايا تصفية الاستعمار في العالم. وفي هذا السياق حمل سفير جنوب إفريقيا لدى منظمة الأممالمتحدة دوميساني شادراك كومالو المغرب مسؤولية إطالة أمد النزاع من خلال سعيه إلى فرض مخططه للحكم الذاتي وإصراره على إنكار حق شعب بأكمله في الحرية والاستقلال. وأكد السفير الجنوب الإفريقي أن استمرار احتلال المغرب للصحراء الغربية يشكل تحديا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة ولمصداقية وسلطة هذه الهيئة التي يتمثل دورها في رعاية السلام والأمن في هذا العالم. ونفس الموقف عبر عنه سفير المكسيكبالأممالمتحدة بابلو ماسيدو الذي دعا طرفي النزاع الصحراوي جبهة البوليزاريو والمغرب إلى استئناف مفاوضاتهما المباشرة من اجل التوصل إلى تسوية عادلة لهذا النزاع. يذكر أن جبهة البوليزاريو والمغرب شرعا في مفاوضات مباشرة برعاية الأممالمتحدة منذ أزيد من عام جرت أربع جولات منها في منتجع منهاست الأمريكي من دون توصلهما إلى أي نتيجة تذكر. ولم يتم تحديد تاريخ الجولة الخامسة من هذه المفاوضات خاصة بعد التصريحات غير منطقية التي أدلى بها المبعوث الشخصي السابق للامين العام الاممي في الصحراء الغربية الهولندي بيتر فان فالسوم. وهي التصريحات التي اعتبر خلالها استقلال الصحراء الغربية بالأمر غير واقعي مما كشف انحيازه المفضوح للطروحات المغربية الأمر الذي دفع بمجلس الأمن الدولي إلى رفض تجديد عهدة الدبلوماسي الهولندي بعدما خلع قبعة الوسيط الدولي في النزاع الصحراوي.