أكد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر أن صمود الشعب الصحراوي أوصله الى المرحلة الجديدة التي يعرفها العالم العربي وآثاره على السياسة الدولية عنوانها كما قال إرادة الشعوب وحقها في تقرير المصير واحترام حقوق الإنسان. وعبر المسؤول الصحراوي لدى افتتاح فعاليات الجامعة الصيفية الثانية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية التي احتضنتها جامعة محمد بوقرة بمدينة بومرداس عن أمله في أن تشكل تلك الإرادة ''حافزا للأمم المتحدة للتحرك من اجل حل النزاع بما يستجيب لإرادة الصحراويين وأن يشكل أرضية لتغيير الوضع الراهن للنزاع''. وأضاف طالب عمر انه يأمل أيضا بأن تتخذ الأممالمتحدة وأمينها العام وممثله الشخصي كريستوفر روس إجراءات ملموسة لتجسيد هذه الإرادة على أرض الواقع وان لا تبقى رهينة تقارير توضع في أدراج محكمة أقفالها. كما دعا فرنسا لأن تتوقف عن عرقلة الحل الديمقراطي للنزاع ومعارضة آلية مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. كما حث الحكومة الإسبانية على التحلى بالشجاعة للقيام بمسؤوليتها التاريخية في استكمال تصفية الاستعمار من هذا الجزء من افريقيا والتخلص من هذا الدين التاريخي والسياسي والثقافي اتجاه الشعب الصحراوي مطالبا في نفس الوقت بلدان العالم وتنظيماته السياسية والمدنية بمؤازرة شعبه من أجل الحرية والديمقراطية. ولدى تطرقه للوضع الذي يعيشه السكان الصحراويون في المدن المحتلة ندد طالب عمر بالحصار المفروض عليهم حاثا كل العالم إلى التحرك من اجل فك هذا الحصار ليتسنى للعالم معرفة ما يجري هناك من فظاعات وأن توضع آلية لمراقبة حقوق الإنسان تكون مرتبطة ببعثة ''المينورسو'' ''التي تبقى البعثة الوحيدة التي لا تتمتع بهذه الصلاحية في العالم''. وقال طالب عمر إنه بالرغم من طول النزاع والمعاناة التي يتحملها الشعب الصحراوي ''جراء الاحتلال والتشريد واللجوء'' إلا أن مقاومته منعت المغرب من انتزاع الاعتراف له بالسيادة على الصحراء الغربية وهي لازالت تعتبر إقليما لم يقرر مصيره بعد ووجود الأممالمتحدة دليل على أن النزاع مازال قائما وينتظر تسويته. وأكد من جهة أخرى أن بلده ''غير معني'' بالدستور المغربي الجديد الذي صوت عليه المغربيون وندد بالاحتفال بالاستفتاء في الأراضي المحتلة ولأننا -كما قال- غير معنيين إطلاقا بهذا الدستور ولا تربطنا أي علاقة به. وقال إن الحكومة الصحراوية وجهت رسالة احتجاج للأمين العام للأمم المتحدة'' استنكارا لسياسة خلط المفاهيم التي يروج لها الملك محمد السادس. وأشار الى أن النظام المغربي وحلفاءه حاولا التسويق لاستقراره بربط ذلك بالصحراء الغربية والقفز على الحق القانوني والشرعي للصحراويين باستعمال شعارات سياسية معرقلة. وقال إن التطورات التي عرفها المغرب أكدت أن استقراره لا يضمنه التمسك بالصحراء الغربية كما أن الانسحاب منها لا يهدد ذلك الاستقرار بل إن ما يهدده اليوم هو الشعب المغربي من الداخل احتجاجا على أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن الصحراء الغربية استعملت فقط لإسكات الشعب المغربي وإبعاد الجيش الذي كان يهدد العرش في بداية السبعينيات. وأوضح الوزير الأول الصحراوي أنه تأكد اليوم للرأي العام الدولي أن النظام المغربي يتواجد في الصحراء الغربية بقوة من أجل نهب ثرواتها وأن ''الأوضاع لازالت مرشحة للمزيد من التصعيد وانتهاكات حقوق الإنسان، مشيرا إلى وجود أكثر من 57 معتقلا سياسيا و500 مفقود مدني و151 عسكري. وأشار إلى أن دول مجلس الأمن ''طالبت في اللائحة الأخيرة باحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية لكننا لاحظنا أنهم غير قادرين على إنشاء آلية حيادية لمراقبة حقوق الإنسان وطالما أن هذه الآلية غير موجودة وتبقى مرتبطة ب ''المينورسو'' والتوصيات ستبقى رسالة ميتة'' ولدى تطرقه إلى مسألة الأمن في المنطقة أكد طالب عمر أن الجيش والإدارة الصحراويين يسهران على عدم دخول عناصر القاعدة للأراضي الصحراوية لاسيما الأراضي المحررة. وقال بلغة من الواثق من نفسه ''أؤكد أن الصحراء الغربية لم تمسسها الأعمال الإرهابية الصادرة عن تنظيم القاعدة ونحن نحرص على أن تكون أقاليمنا لاسيما المحررة منها محمية من كل أنواع الإرهاب''. وفي الأخير لم تفت الفرصة للوزير الأول الصحراوي لشكر الجزائر على دعمها الدائم والمتواصل للشعب الصحراوي طوال السنين الماضية وعلى مختلف المواقف والمبادرات الداعمة والمؤيدة. رضا مالك: استقلال الصحراء سيعود على شعوب المنطقة بالسلم والاستقرار وقال من جهته رضا مالك رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق وعضو الوفد الجزائري المفاوض في اتفاقيات ايفيان الذي حضر جانبا من فعاليات الجامعة أن الوقت قد حان لحل المشكلة الصحراوية حلا عقلانيا وواقعيا يتماشى مع تطلعات هذا الشعب ومع مقتضيات هذا العصر. وأكد رضا مالك الذي دشن سلسلة الندوات المبرمجة خلال هذه الجامعة أن استقلال الصحراء الغربية لن يشكل أبدا عقبة في تاريخ قيام المغرب العربي الكبير بل سيعود على شعوب المنطقة بالسلم والاستقرار والرفاهية. وقال مخاطبا الشعب الصحراوي ''حربكم تاريخية فريدة من نوعها تتميز بالطول الزمني الذي فاق ثلاثين عاما''، مضيفا أن الحرب الصحراوية ''تتميز بالصمود الخارق لشعب برمته واستعداده الدائم للتضحية والتفاني في سبيل الكرامة والسيادة فوق أرضه الزكية''. كما تتميز بجرأة الشعب الصحراوي في الميدان السياسي وتفهمه للأوضاع الداخلية واكتسابه للتجربة في الميدان وبلوغه من الذكاء والمثابرة مستويات لا سابق لها. وأضاف أن جهاد الشعب الصحراوي المتواصل ''لن يذهب سدى لأنه أنجز صرح دولته الفتية التي لا رجوع فيها وبنى مؤسسات متينة تشتاق إليها بلدان مستقلة''. ونوه بعزم الشعب الصحراوي الثابت الذي لا تشوبه شائبة والذي يستمد قوته من شرعيته وأهدافه وتشبثه بتقرير مصيره ''ذلك المبدأ الواضح المعالم والذي لا يتجزأ ولا يقبل المتاجرة مهما كانت الصعوبات والمناورات مؤكدا أن تقرير المصير مبدأ لا مفر منه'' كما جاء في مداخلته. يذكر ان الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية افتتحت فعالياتها تحت شعار''مواجهة الاحتلال .. وطريق الاستقلال'' بمشاركة حوالي 400 إطار قيادي لجبهة البوليزاريو وعدد من أعضاء الحكومة الصحراوية. كما حضر اللقاء برلمانيون ومنتخبون محليون وأعضاء من المجتمع المدني ومناضلون من اجل حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية وممثلو أعضاء السلك الدبلوماسي. وتم الاتفاق على تسمية هذه الجامعة باسم الشهيد سعيد سيد احمد محمد عبد الوهاب المعروف بدمبر المولود سنة 1984 الذي استشهد متأثرا بإصابة بليغة على مستوى الرأس نتيجة تعرضه لطلقات نارية من مسدس شرطي مغربي بمدينة العيونالمحتلة.