اعتبرت جبهة البوليزاريو أن النزاع في الصحراء الغربية دخل مرحلة جديدة لن تقود إلا إلى حلين لا ثالث لهما إما السلام أو مزيد من التصعيد العسكري في مؤشر على بدء نفاد صبر الصحراويين الذين طال انتظارهم للتمتع بحقهم المشروع في الحرية والاستقلال. وجاءت تصريحات رئيس الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر بمناسبة اختتام أشغال الأيام الجامعية الرابعة حول الصحراء الغربية أول أمس بالعاصمة الاسبانية مدريد التي حضرها عديد الشخصيات السياسية والبرلمانية والحقوقية المتضامنة مع القضية الصحراوية. وأكد الوزير الأول الصحراوي أن بلوغ هذه المرحلة جاء نتاجا لتأزم النزاع في الصحراء الغربية الذي سيؤدي في حال استمراره إلى نفاد صبر الشعب الصحراوي الذي لم يتمكن بعد أكثر من ثلاثة عقود من الاحتلال من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره. ومن اجل تفادي مزيد من التصعيد في منطقة لا تحتمل الكثير من التوتر دعا رئيس الحكومة الصحراوية المجتمع الدولي إلى التدخل بشكل ''عاجل'' من أجل ''الحفاظ على الشرعية الدولية وضمان الأمن والاستقرار'' وقال أن الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى ذلك هي المساهمة في أن ''يمارس الشعب الصحراوي حقه الشرعي في تقرير المصير والاستقلال وترقية احترام حقوق الإنسان وفتح الأراضي للمراقبين الدوليين''. واعتبر طالب عمر أنه ''من غير الممكن توفير الشروط الضرورية لإعطاء معنى وإحراز تقدم في المفاوضات بين الطرفين جبهة البوليزاريو والمغرب''. وندد رئيس الحكومة الصحراوية ب''تعنت'' المغرب في مواصلة هذا الصراع الذي يتواصل منذ أكثر من ثلاثة عقود وحمل منظمة الأممالمتحدة مسؤولية استمراره ''كونها غير قادرة على تطبيق قراراتها في مشكل بسيط لتصفية استعمار''. كما اعتبر أن فرنسا التي هي ''مهد الثورة العالمية وحقوق وحريات الإنسانية أصبحت اليوم تدافع عن السياسة الاستعمارية للمغرب وتشارك في انتهاكات حقوق الإنسان'' في الصحراء الغربية. ولم يستثن إسبانيا باعتبارها كانت ''القوة التي تدير الصحراء الغربية'' وقال بأنها ''مسؤولة عن كل مأساة ''الشعب الصحراوي وبأنها ''لم تغتنم فرصة تدخل منظمة الأممالمتحدة لإيجاد حل سلمي ودائم'' للصراع. وشهد حفل اختتام هذه اللقاءات الإعلامية حول الصحراء الغربية مداخلات ألقاها المنشطون الرئيسيون ''لأرضية الكل مع الصحراء الغربية'' كالممثل ويلي توليدو وكارلوس باردم شقيق خافيير بارد والمخرج ألفارو لونغوريا الذين أكدوا من جديد ''دعمهم الثابت'' للقضية الصحراوية العادلة بحيث انتقدوا ''جمود'' حكومة بلدهم أمام ''المأساة الصحراوية''. وذكر ويلي توليدو الحكومة الاشتراكية الإسبانية ''بأن الشعب الصحراوي لازال يعاني'' بعدما استنكر بشدة الانتهاكات المغربية الممارسة في حق الصحراويين في المدن المحتلة من قمع واختفاءات وعمليات اغتصاب وتمييز ومضايقات. وقال ''نحن عازمون على مواصلة الكفاح لصالح الشعب الصحراوي'' مطالبا الحكومة الإسبانية بالاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية''. وانتهى هذا اللقاء الذي دام أربعة أيام بتنظيم حفل موسيقي أحيته المغنية الصحراوية المشهورة مريم حسان التي تعتبر ''صوت الصحراء الغربية'' والتي أبهرت الجمهور الكبير الحاضر من خلال أدائها للعديد من الأغاني من قرصها المضغوط الأخير ''شوكة''. وشهدت هذه الأيام التي حملت شعار ''الصحراء الغربية: رزنامة متوقفة وتصفية الاستعمار وحقوق الإنسان'' مشاركة العديد من الخبراء المختصين في تصفية الاستعمار وأكاديميين ومناضلي حقوق الإنسان للعديد من البلدان بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية الإسبانية والصحراوية.