أثنت السيدة راكيل رولنيك المقررة الخاصة للأمم المتحدة للسكن الملائم في ختام بعثتها للجزائر على التزام السلطات الجزائرية القوي في مجال السكن خلال العشر سنوات الأخيرة في إطار المخطط الخماسي الذي سطره رئيس الجمهورية، وكذا ما خصصته الدولة من ميزانية كبيرة لهذا المجال، مضيفة أن هذه الجهود لها أهمية خاصة في سياق دولي يتسم بابتعاد الدولة عن الانخراط في قطاع السكن. كما حثت الخبيرة الأممية الحكومة على اتخاذ تدابير إيجابية لزيادة فرص حصول المرأة على السكن. وأوضحت السيدة راكيل رولنيك في ندوة صحفية عقدتها، أمس، بمقر الأممالمتحدة بالعاصمة أنها اجتمعت خلال زيارتها للجزائر التي استمرت 11 يوما مع كل من وزراء الخارجية والسكن والعمران والفلاحة والتنمية الريفية وكذا وزراء العدل والعمل والضمان الاجتماعي والبيئة ووزارة الإحصاء بالإضافة إلى رئيس اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان ورئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، وأوضحت المقررة الأممية أن الزيارة سمحت لها بالاجتماع مع ممثلي الإدارة في كل من الجزائر وبومرداس ووهران بالإضافة إلى الجمعيات والنقابيين وخبراء في مجال السكن بالجزائر والبليدة. وبخصوص زياراتها الميدانية في الجزائر قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة للحق في السكن الملائم، أنها زارت مختلف المشاريع المنجزة والجاري انجازها في إطار مختلف برامج السكن التي وضعتها السلطات الجزائرية بالعاصمة وبومرداس ووهران وكذا الأحياء القصديرية والشاليهات. وأعربت السيدة راكيل رولنيك عن تقديرها للجهود المبذولة خلال العشر سنوات الأخيرة من طرف الحكومة الجزائرية في مجال بناء السكنات في الأوساط الحضرية والريفية وبالأخص السكن الاجتماعي المجاني. كما أشادت المقررة الخاصة للأمم المتحدة بأهمية المبالغ المخصصة لقطاع السكن من ميزانية الدولة، وكذا مدى تجذر مفهوم السكن كحق أساسي في المجتمع الجزائري وكيف أن الدولة تعتبر مسألة السكن أهم مسؤولياتها تجاه الشعب، في ظل سياق دولي يميزه عدم التزام الدول بهذه المسألة. وكشفت منشطة الندوة أنها لاحظت أن الجهود الحالية للحكومة الجزائرية المبذولة في مجال السكن، تأتي في سياق عجز هيكلي للسكن اللائق الموروث عن الحقبة الاستعمارية، وكذا المشاكل التي عرفتها الجزائر خلال فترة الثمانينيات والعشرية السوداء بعد انهيار أسعار البترول مما تسبب في تدني الأوضاع المعيشية آنذاك، حيث ترتبت عنه موجة انتقال وهجرة للسكان من الريف نحو المدن، وهي الظاهرة التي ساهمت في ظهور السكنات الفوضوية والبيوت القصديرية بالإضافة إلى تعرض الجزائر تقول المتحدثة إلى الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات في مختلف أنحاء الوطن. وفي ردها على أسئلة الصحفيين بخصوص اختيار المناطق التي قامت بزيارتها أوضحت السيدة راكيل رولنيك أن جزءا من الأماكن التي عاينتها كان بتوجيه من مكتب الأممالمتحدةبالجزائر والجزء الآخر من طرف السلطات نافية أن تكون زيارتها لكل المناطق مرتبة وموجهة من طرف السلطات. من جهة أخرى اعتبرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة أن بعض المساكن لا تتناسب وحجم الأسر في إشارة إلى السكنات ذات الغرفة الواحدة التي بنيت في فترات سابقة والتي تقرر توقيف بنائها بقرار من رئيس الجمهورية الذي انتقدها خلال عهدته الأولى. كما عبرت السيدة راكيل رولنيك المقررة الخاصة للأمم المتحدة عن شكرها للسلطات الجزائرية على الدعوة وتعاونها خلال زيارتها التي استمرت 11 يوما، كما عبرت عن شكرها لأفراد للمجتمع المدني الذين أدلوا بشهادتهم حول أوضاعهم.