لازالت السهرات الفنية للطبعة الرابعة لمهرجان الأغنية الوهرانية متواصلة على ركح مسرح الهواء الطلق المرحوم حسني شقرون والتي عرفت منذ انطلاقتها إقبالا جماهيريا كبيرا، حيث تنوعت فقراتها بين الأغنية الوهرانية الأصيلة وبين الأغاني الخفيفة التي يميل إليها الشباب وبين طابع المداحات الذي كان منتشرا خلال السنوات الماضية بأعراس الباهية وعاد الآن ليملأ سهراتها. وبالإضافة للفكاهة التي مثلها عدد من أبطال الكوميديا، هناك جانب من مشاركة الفنانين المتسابقين، الذين دخلوا المنافسة بحضور أعضاء لجنة التحكيم وهي الأسماء المعروفة على الساحة الغنائية الوهرانية وقد إستطاع أكثر من فنان أن يصنع الفرجة ويلهب الجمهور بالأغاني الشبابية على غرار الفنان رضوان الوهراني والفنان القدير الشيخ المازوزي والفنان الصحراوي والهندي، كما أعادت الفنانة جهيدة، صاحبة الصوت الدافئ، الجمهور إلى عالم الفن الوهراني الأصيل من خلال إعادتها لعدد من أغاني المرحوم أحمد وهبي مثلها مثل الفنان الشاب معطي الحاج. وكانت مشاركة فرقة البالي الهندية، في سهرة أول أمس، كضيفة شرف ممتعة للجمهور، خاصة مع حضور الفنان الفكاهي إبن مدينة ورقلة لزهر المعروف باسم ''هندو''، فكان التزاوج ما بين الهندي الجزائري والفرقة الهندية الأصلية في مشهد ممتع جعل الجمهور يصفق بحرارة مبديا إعجابه بالممثل هندو، الذي انسجم مع الفرقة في حركات فلكروية هندية جميلة. وكانت سهرة أول أمس، التي نشطها إبن مدينة تلمسان، الشاب أنور، ناحجة بامتياز، حيث قدم مجموعة من أجمل أغانيه القديمة والجديدة ذات الطابع المغربي الذي يكتسب إعجاب جمهور واسع في الغرب الجزائري. التنظيم الجيد لهذه التظاهرة الفنية ساعد سكان ولاية وهران وضيوفها الوافدين إليها لقضاء عطلهم الصيفية من مختلف ولايات الوطن أو الجالية المغتربة في الخارج من الاستمتاع بسهرات الصيف التي استحسنتها الكثير من العائلات.