حينما تغرد جهيدة ويصفق لها عميد الأغنية الوهرانية الأستاذ بلاوي الهواري وعندما يرجعنا الفنان المتألق معطي الحاج إلى عقود ماضية إلى ذلك الزمن الجميل وإلى روائع المرحوم أحمد وهبي، وكما يلهب الشاعر الحاضر دائما بقصائده الشيخ المكي نونة الحاضرين بسفرياته عبر الزمن وبين أزقة الباهية وساحاتها في " أرسام وهران" وعندما يأخذنا الفنان القدير بارودي بخدة بصوته المتميز إلى روحانيات الفن الوهراني من خلال أغانيه المعروفة في سهرات تنعم فيها العائلات بالزمن والألحان وتستمر إلى ساعات متأخرة من الليل وبدون عناء، حينما تسمع وتستمتع بأصوات وبباقات من الطرب الأصيل... حتما لا يمكن وصف هذه التظاهرة إلا بأنها خارقة وأن تنظيمها المحكم شجع الجميع للإقبال عليها هي ليالي المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية التي عادت بنا إلى فترة غير بعيدة وأعادت لنا روح كبار وأهرمات الباهية، إلى أيام العشق المجنون والحب الخرافي وجدت التواصل مع شباب الجيل الحالي ليستمر العطاء ولتتواصل مسيرة هؤلاء العظماء من مرور من هنا وتركوا بصماتهم الخالدة في سماء الأغنية الوهرانيةالأصيلة. على ركح مسرح الهواء الطلق المرحوم حسني شقرون عرفت الليلة الثانية من ليالي المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية إقبالا جماهيريا كبيرا وتنوعت فقراتها بين المداحات والفكاهة وشهدت دخول ثلاثة متسابقين لخوض غمار المنافسة بحضور أعضاء لجنة التحكيم، وأمام أعين العديد من الفنانين المعروفين وأعطى الفنان رضوان الوهراني بأغانيه الجميلة حيوية ونشاط للحاضرين فتعالت الزغاريد وكثرت الرقصات لشباب وعائلات واختتم السهرة الفنان القدير مازوزي ومرت ثلاث ساعات وكأنها دقائق قليلة، للتذكير شاركت فرقة البالي الهندي في هذه السهرة كضيوف شرف وأمتعت الجمهور خاصة مع حضور الفنان صحراوي لزهر الفكاهي المعروف باسم الفرقة الهندية فكان التزاوج ما بين الهندي الطايواني الجزائري والهندية أصيلة نيودلهي في مشهد مضحك ما بين متعة المشاهدة والرغبة في نقل تفاصيل ما يجري على ركح مسرح الهواء الطلق إغتنمنا فرصة تواجد العديد من الوجوه الفنية لمعرفة آرائهم في واقع الأغنية الوهرانية وبمساعدة الزميل المصور الحترف رشيد سرير تمكنا من أخذ صورهم وإنطباعاتهم وكل الشكر للمنظمين وللأخ رشيد عن دعمه لنا بالصور الجميلة وتفارقنا على الساعة الثانية صباحا على أمل الإلتقاء بالأحبة في الليلة المقبلة.