يجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم وغدا في مدينة إسطنبول التركية، برؤساء البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج لبحث مشروع انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة الذي يلقى قبولا دوليا متزايدا رغم المعارضة المتصلبة التي تبديها إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو، بالرئيس الفلسطيني، على هامش هذا الاجتماع لبحث العلاقات الثنائية والوضع في الأراضي الفلسطينية وعملية السلام بالشرق الأوسط والتطورات الجارية في المنطقة. وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني إلى تركيا في إطار جولة أوروبية شملت النرويج وإسبانيا، سعى من خلالها لحشد الدعم الدولي للتوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة شهر سبتمبر المقبل لافتكاك اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة القائمة على حدود1967 وعاصمتها القدسالشرقية، كما تأتي جولة عباس الأوروبية بعد فشل اللجنة الرباعية في التوافق على صيغة تسمح باستئناف المفاوضات على أساس نفس الحدود ووقف الاستيطان. ولدى تواجده ببرشلونة الإسبانية، قال الرئيس عباس بوجود ''117 دولة اعترفت إلى حد الآن بدولة فلسطين على حدود1967 انطلاقا من أمريكا اللاتينية مرورا بأوروبا وإفريقيا ووصولا إلى آسيا'' وأضاف ''بعد الذهاب إلى الأممالمتحدة في سبتمبر ومهما سيحدث سنعود إلى طاولة التفاوض مع الإسرائيليين''، مؤكدا -في الوقت نفسه- أن انضمام فلسطين كدولة إلى الأممالمتحدة يسمح بإجراء مفاوضات على قدم من المساواة. وتحسبا للفيتو الأمريكي المتوقع في مجلس الأمن الدولي فإن الفلسطينيين وضعوا مجموعة من الخيارات التي يمكن اللجوء إليها لافتكاك الاعتراف بدولتهم المستقلة دون كشف النقاب عن الخطة التي سينتهجونها لتمرير هذا المطلب الذي يصر عليه الفلسطينيون أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا السياق، قال رياض منصور، السفير الفلسطيني في الأممالمتحدة ''لدينا العديد من الخيارات بما فيها التوجه إلى الجمعية العامة الأممية'' وأضاف ''لن أقول بأي خطوة، سنبدأ وسنكشف عن مخططنا عندما نقترب من تطبيقه''. وكان صائب عريقات، المفاوض الفلسطيني، قد أكد قبل أسبوع أنه ''دون موافقة مجلس الأمن يمكن أن نحصل على الانضمام إلى الأممالمتحدة عبر جمعيتها العامة التي نضمن ثلثي أعضائها وحتى نسبة 100 بالمئة، وهو ما يسمح لنا بإصدار لائحة عبر الجمعية العامة ترفع تمثيلنا في الأممالمتحدة من مجرد ملاحظ إلى دولة غير عضو''. وأكد عريقات أن الفلسطينيين لم يسبق لهم أن تلقوا مثل هذا الدعم الدولي ''كوننا هذه المرة لدينا مخطط استراتيجي''. وشرعت السلطة الفلسطينية، ومنذ اقتناعها النهائي بعدم جدوى أية مفاوضات سلام مع الجانب الإسرائيلي المدعوم من قبل الولاياتالمتحدة والماضي في أنشطته الاستيطانية، في حملة دبلوماسية لحشد أكبر دعم ممكن للدولة الفلسطينية المستقلة. وأرسلت العديد من الموفدين عنها إلى عديد الدول عبر العالم وخاصة تلك التي لها ثقل في إطار حشد التأييد لخيار التوجه للأمم المتحدة.