وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان امس الأربعاء إلى سوريا في زيارة قصيرة ، يبحث خلالها مع كبار المسؤولين السوريين العلاقات الثنائية بين البلدين وعملية السلام في الشرق الاوسط. وذكرت صحيفة ''الوطن'' السورية ان الرئيس السوري بشار الأسد عقد اجتماعا امس في حلب مع اردوغان لبحث الأوضاع الإقليمية وسبل استئناف محادثات السلام التي تتوسط فيها تركيا بين سورية وإسرائيل والمتوقفة بعد أربع جولات منذ مطلع العام الجاري بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة. جدير بالذكر أنه جرت اربع جولات من مفاوضات السلام غير المباشرة بوساطة تركية وتم تعليق المحادثات من جانب سوريا في ديسمبر الماضي جراء العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة. وكانت سورية أجملت ثلاثة أسس لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل وهي التزام إسرائيل بالانسحاب التام من الجولان إلى خط الرابع من جوان عام 1967 وألا تؤثر هذه المحادثات على المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وألا تستخدم هذه المحادثات كغطاء لشن عدوان على لبنان أو غزة. وتأتي زيارة اردوغان الى سوريا في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطورا كبيرا في كافة المجالات وعلى كافة الاصعدة. وتسلم اردوغان درجة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من كلية الاقتصاد بجامعة حلب، وهي الأولى التي تمنحها الجامعة بمناسبة الاحتفال بالعيد الذهبي لتأسيسها. ويشار الى ان بادرة أردوغان (54 عاماً) بمقاطعة اجتماعات دافوس بعدما لم تتح له الفرصة الكافية للرد على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول الحرب على غزة لاقت ردود فعل مؤيدة ومشجعة في العالمين العربي والإسلامي. من جهة أخرى أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تقدم جديدا بالنسبة للشرق الأوسط، مؤكدا أن المنطقة ستعيش فترة حاسمة خلال الأشهر الستة المقبلة ستشهد خلالها تطورات دقيقة وحرجة.وقال داود أوغلو إن جوا من التفاؤل ساد المنطقة بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لها، لكن إدارة أوباما لم تقدم مشروعا جديدا لحل مشاكل المنطقة. وأضاف أن تركيا والولايات المتحدة تجمعهما وجهات نظر متطابقة حول العديد من القضايا الخاصة بالمنطقة، وهناك آليات خاصة بالتشاور بينهما وسيستمر البلدان في تطوير هذه الآليات معا. وأكد داود أوغلو أن تركيا لم تتلق أي طلب من الجانب الأمريكي بشأن المشاركة في عمليات الانسحاب من العراق ، فيما شدد على أهمية إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية ومحذرا من أن الفشل في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وعدم اتفاق هذه الفصائل على حل وسط سيزيد من تدهور الموقف. ولفت داود أوغلو إلى أن العراق يمر بمرحلة حرجة منذ عام ,2003 لكن من الممكن أن يتجاوز العراق هذه الظروف إذا تم التوصل إلى توافق بين مختلف الأحزاب والمجموعات السياسية والعرقية وتم تمثيل الجميع على قدم المساواة في الانتخابات البرلمانية.