تعيش العديد من العائلات القاطنة بإحدى أقدم العمارات الواقعة بوسط مدينة تبسة ظروفاً صعبة لا تحسد عليها نتيجة الخوف الذي يتملك السكان من احتمال سقوطها على رؤوسهم في كل لحظة، حيث يعود بناء العمارة القديمة إلى سنة 1886 ويشغلها سكانها الحاليين منذ بداية الاستقلال، لكن رغم مرور هذه المدة لم تخضع هذه البناية إلى عمليات ترميم، مما يستوجب الاهتمام بها قبل فوات الأوان. وحسب بعض السكان، فإنهم وجهوا عدة شكاوى إلى كافة السلطات المحلية لكن دون جدوى فلم يحركوا ساكنا، مكتفين بتقديم وعود لم تتحقق لحد الآن، كما اطلعنا بعض ممثلي العائلات على وصولات الرسائل المستعجلة التي وجهت لوالي ولاية تبسة يناشدونه فيها التدخل الفوري لحماية العشرات من الأرواح البشرية التي تقطن بتلك العمارة خاصة أن الكثير من أجزاء العمارة قد سقطت على بعض سكانها من بينهم رضيعة لم تتعد العامين وطفل يدرس بالتعليم المتوسط وعجوز كسرت قدمها نتيجة سقطو جزء من السقف على رجلها، والأمور في استمرار حتى السلالم طالها الانهيار الجزئي. وكان والي الولاية قد زار وسط المدينة وأصدر أمرا بإيجاد حل عاجل وترحيل السكان مؤقتا إلى مكان آمن إلى أن يتم إسكانهم لاحقا في مساكن لائقة لكن الأمر لم ينفذ والسكان لا زالوا آملين أن تكون أسماؤهم مدرجة بقائمة السكنات الاجتماعية الخاصة ببلدية تبسة عاصمة الولاية المنتظر الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة فهم يتساءلون هل سيحصل هؤلاء السكان على سكنات آمنة وحقهم في العيش الكريم كمواطنين قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه. وللإشارة، فإن الطابق الأرضي للعمارة القديمة المذكورة يضم مكتبا تابعا للخطوط الجوية الجزائرية ومقهى شعبيا مملوكا لأحد الخواص يتردد عليها العشرات من الزبائن يوميا.