عادت الحركة التجارية مجدّدا للظهور والنشاط بكثرة قبيل أيام من حلول شهر رمضان، فأغلبية النقاط التجارية السوداء التي حاربتها مديرية التجارة بالتنسيق مع مصالح الأمن عادت من جديد رغم الحملات المتكرّرة التي تشنها فرق وأعوان المراقبة التابعة لمديرية التجارة. وكشفت الجولة الاستطلاعية التي قادت ''المساء'' لبعض الأسواق والأماكن العمومية بمختلف بلديات العاصمة عن الانتشار الكبير للأسواق الموازية لاسيما تلك المخصصة لبيع الخضر والفواكه، فبلدية الرغاية عرفت انتشارا كبيرا للتجار الفوضويين بمحاذاة السوق اليومي للخضر والفواكه، وكذا تزايد عدد التجار الفوضويين ما بين الأحياء على الرغم من توجيههم إلى السوق الجديد الذي رفض التجار الالتحاق به بحجة تواجده بمنطقة تعرف ركودا تجاريا. زمارشي ''12 التابع إقليميا لبلدية محمد بلوزداد بالعاصمة هو الآخر يعرف توسعات كبيرة للحركة التجارية الموازية، رغم المساعي التي قامت بها مصالح الأمن بالتنسيق مع مديرية التجارة للعاصمة بخصوص إعادة هيكلة وتنظيم السوق مجددا. سوق بومعطي يعود للنشاط مجددا وفي السياق، يعرف سوق بومعطي الفوضوي ببلدية الحراش عودة كبيرة للتجار الفوضويين الذين تمّ طردهم مؤخرا باستعمال القوة العمومية، حيث تمّ توسيع الأمكنة التي كانت مخصصة لعرض مختلف السلع عبر مدخل ومخرج السوق التي باشر من خلالها أغلبية الشباب البطال بعرض سلعهم من مختلف أنواع الخضر والفواكه، والمصبرات سريعة التلف، وهذا في الوقت الذي وجهت مديرية التجارة تحذيرات للحد من التسممات الغذائية. ويشير بعض الزبائن ومرتادو الأسواق الفوضوية إلى أن الأسعار المعمول بها على مستوى الأسواق الموازية تبقى من أكبر المشجعات على اقتناء المواد الاستهلاكية على اختلاف أنواعها، رغم رداءة نوعية بعض السلع المعروضة. باش جراح نقطة سوداء للتجارة الفوضوية أحياء بلدية باش جراح هي الأخرى تعدّ من بين أكبر النقاط المعروفة في الحركة التجارية الفوضوية، حيث أكّد أغلبية القاطنين بالقرب من السوق الفوضوي مولود برينيس أن تدخل مصالح مراقبة الجودة وقمع الغش التابعة لمديرية التجارة مطالبة بالتدخل بالنظر لانتشار البيع الفوضوي، ما يؤدي يوميا إلى اختناق حاد في حركة المرور، بالإضافة إلى انتشار النفايات التي يتركها الباعة غير الشرعيين. وجدّد سكان الأحياء المجاورة لبلدية باش جراح مطالبتهم السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي المنتدب للحراش التدخل العاجل لإيجاد حل عاجل لمشكل انتشار البيع الفوضوي الذي حوّل باش جراح إلى بازار كبير، ما أثار حفيظة السكان الذين يرفضون هذه الظاهرة التي شوّهت عدة أحياء. ويعدّ سوق مولود برينيس -حسبهم- من أكبر الفضاءات التجارية غير القانونية التي يطالبون بالقضاء عليها في أقرب الآجال الممكنة، ويؤكد محدثونا أن حالة الفوضى وانتشار البيع الفوضوي بباش جراح أدت إلى استفحال ظاهرة السرقة والاعتداءات على المواطنين. زوج عيون قبلة خاصة لقاطني ''القصبة'' وأمام هذه الأوضاع، جدّد سكان القصبة وساحة الشهداء مطلبهم للسلطات الولائية من أجل إيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم العالقة على رأسها إيجاد حل للأسواق الفوضوية التي لا تزال تنتشر بكثرة، والتي تحوّلت إلى مصدر إزعاج كبير للمارة ومستعملي الطريق، وكذا بؤرة سوداء للسرقة والمناوشات اليومية باستعمال الأسلحة البيضاء، وحسب مصادر مطلعة من ولاية الجزائر، فقد سطّرت مصالح الأمن بالتنسيق مع السلطات المحلية برنامج عمل لتطهير مختلف أحياء العاصمة من التجارة الفوضوية من خلال تأطير التجار الفوضويين ومنعهم من البيع وسط الطرقات حتى يتم إيجاد مكان مناسب لعرض بضائعهم.