شهدت المباراة، التي جمعت أول أمس الوداد البيضاوي ومولودية الجزائر لحساب دور المجموعات من كأس الرابطة الإفريقية للأندية البطلة، نفس السيناريو الذي انتهى به لقاء المغرب - الجزائر في تصفيات كأس أمم إفريقيا ،2102 سواء من حيث العروض الكروية أو النتيجة، حيث خسر ممثلنا في كأس الرابطة برباعية جسدت في الميدان السيطرة التي فرضها المغاربة على زملاء برملة الذين لم يكونوا سوى ظلا لأنفسهم، وخيبوا الرياضيين الجزائريين بعد أن زرعوا فيهم أمل تحقيق نتيجة إيجابية بملعب مركب محمد الخامس الذي صال وجال فيه لاعبو الوداد، وسيطروا على مجريات اللعب، وكشفوا بشكل خاص الضعف الكبير الذي تعاني منه مولودية الجزائر التي كانت بعيدة كل البعد عن المستوى الذي أظهرته في لقائها الأخير أمام الترجي التونسي، حيث افتقدت عناصرها إلى الروح الجماعية، وهو ما أثر كثيرا على مردودها الذي كان سيئا للغاية، استغله المحليون الذين وجدوا الطريق نحو الشباك بمجرد انطلاق المباراة، حيث بادر إلى فتح باب التسجيل مهاجمهم الإفريقي فابريس أولدانا، في الدقيقة الثانية بعد استغلاله لتمريرة في العمق من زميله محسن ياجور، وقد أربك هذا الهدف الزوار الذين وقعوا تحت سيطرة المغاربة الذين كادوا في الدقائق الموالية أن يضاعفوا النتيجة، لولا التدخلات الموفقة للحارس سفيان عز الدين الذي أنقذ مرماه في محاولتين لكل من أجدو (د 31) وفابريس (د 71)، وكان هذا الأخير قد راوغ من قبل حارس المولودية، لكنه لم يفلح في إدخال الكرة داخل الشباك التي كانت فارغة. وقد كان رد فعل مولودية الجزائرية على الحملات الهجومية المغربية محتشما، إلى درجة أنه لم يشكل خطرا كبيرا على دفاع الوداد، ما عدا اللقطة الفردية التي قام بها المهاجم أسالي في الدقيقة .72 وقد جسد ضعف الخط الخلفي للعميد مدافعه بابوش الذي لمس بيده الكرة، في محاولة منه لتوقيف توغل المهاجم أجدو عوض أن يبعدها برجله، وتسبب في احتساب ضربة جزاء ضد تشكيلته نفذها بنجاح أجدو. ( 2-0). وقد حاول فريق المولودية في الشوط الثاني تنظيم صفوفه، غير أن ضعف اللياقة البدنية لعناصره لم تسمح له باللعب الند للند ضد المنافس المغربي، باستثناء وسط الميدان دوادي الذي كثيرا ما أقلق الخصم بمخالفاته القوية وسرعة تنفيذه للهجومات المعاكسة التي لم يستغلها زملائه، وكان من الطبيعي أن يتحكم الوداد البيضاوي في زمام الأمور ويضيف هدفين آخرين، الأول عن طريق الخالقي الذي استغل ارتباك دفاع المولودية، حيث وجد سهولة تامة في الوصول إلى غاية الحارس عز الدين ويسكن الكرة في شباكه (د 77)، في حين أن الهدف الرابع سجله باسكال بقذفه قوية من بعد 53 م خادعت حارس العميد. وبهذا الإنهزام، تتراجع حظوظ مولودية الجزائر في الوصول إلى الدور النهائي لهذه المنافسة، بعدها لم تسجل أي انتصار في مباراتين. تصريحات عبد الحق منقلاتي (مولودية الجزائر): ''بادئ ذي بدء، أود أن أهنئ فريق الوداد البيضاوي على فوزه المستحق، النتيجة منطقية نظرا لمجريات المقابلة. بالتاكيد لم نكن نتوقع مثل هذه النتيجة، ويمكنني أن أفسر هذه الهزيمة بمغادرة العديد من لاعبي المولودية والتحاق لاعبين جدد بالفريق، إضافة إلى ذلك نقص اللياقة البدنية لدى لاعبي المولودية، مقارنة بالخصم الذي إستعد جيدا لهذه المقابلة، كما أن أحد مشاكل منافسات رابطة الأبطال هي مدتها إذ أنها تدوم أكثر من سنة، لكن الأمور ليست دائما محسومة في كرة القدم، إذ سوف نستعيد قوانا البدنية والمعنوية بعد إقحام لاعبين مؤهلين لكأس إفريقيا، وأنا أعتبر أن الوداد البيضاوي قد حضر نفسه جيدا للتأهل لنصف النهائي''. ميشال ديكاستال (الوداد البيضاوي): ''في الحقيقة، لم نكن نتوقع مثل هذه النتيجة أمام المولودية التي تعتبر فريقا كبيرا، فالهدف الأول الذي سجل في بداية المقابلة حررنا وسمح لنا بالتحكم في اللعب، لقد حضرنا أنفسنا جيدا لهذه المقابلة. بالتأكيد، عندما تلعب على أرضك أمام جمهورك هذا عامل محفز. الفريق واثق من نفسه وسوف نحضّر أنفسنا جيدا للمقابلة القادمة التي ستجمعنا بفريق الترجي التونسي، سيما من خلال لعب مقابلات كأس المغرب التي ستفيدنا كثيرا''. (وا)