شهدت مختلف أسواق قسنطينة عشية رمضان نفاذ أغلب المواد الاستهلاكية الأساسية، خاصة الخبز، الحليب واللحوم البيضاء منها والحمراء رغم ارتفاع أسعارها الجنوني، حيث تهافت المتسوقون في مشهد غير مألوف على أسواق وسط المدينة والأسواق المحيطة بها، ما جعل التجار يبيعون سلعهم وفق الشروط التي يضبطونها. وقد أحدث هذا التهافت الكبير للمتسوقين على محلات المواد الغذائية، الملبنات، القصابات ومحلات الجزارة، اختناقا كبيرا في حركة المرور، خاصة بمداخل وسط المدينة على غرار جسر سيدي راشد، باب القنطرة، شارع عواطي مصطفى (طريق سطيف)، حي المنظر الجميل والطريق الوطني رقم 5 عبر حي الصنوبر، كما شهدت مواقف الحافلات وسيارات الأجرة المؤدية من وإلى وسط المدينة انطلاقا من الأحياء المجاورة، اكتظاظا غير مسبوق بالمواطنين، حيث خلت هذه المواقف من الحافلات وسيارات الأجرة بسبب الطلب الكبير عليها في الساعات الأولى من صباح أول أمس. وشهدت محلات بيع اللحم بالسويقة التي يقصدها أغلب القسنطينيين للتسوق، اكتظاظا كبيرا عشية رمضان أدى الى نشوب العديد من الشجارات ونفاد السلع رغم العدد الكبير من المحلات الموجودة. كما عرفت مادة الحليب ندرة حادة ساعات قليلة قبل الإعلان عن دخول الشهر الفضيل بالعديد من الأحياء على غرار الأمير عبد القادر، الدقسي جبل الوحش، الصنوبر وحتى أحسيلاء وسط المدينة، حيث اختفت أكياس الحليب من المحلات بسبب الإقبال الكبير والاستهلاك المفرط لهذه المادة الذي ميز عشية رمضان بقسنطينة رغم توفر السلعة، حيث قامت ملبنة نوميدا (الديوان الوطني للحليب ومشتقاته بالشرق سابقا)، بإضافة أكثر من 30 ألف لتر تم توزيعها في السوق عشية رمضان زيادة عن الكمية التي اعتادت توزيعها والقدرة ب 190 ألف لتر يوميا، كما تسعى للوصول الى 240 ألف لتر يوميا خلال شهر رمضان. وحسب التجار، فإن غياب الوعي والثقافة الاستهلاكية عند المتسوق، يساهم في نفاد السلع، وكذا ارتفاع أسعارها، حيث يلجأ العديد من أرباب الأسر إلى اقتناء كميات أكبر من احتياجاتهم، وهذا ما وقفنا عليه حقيقة عشية أول رمضان، إذ هناك من المستهلكين من كان يشتري كيسين من الحليب في الأيام العادية وعشية رمضان اقتنى 10 أكياس وهذا المثال ينطبق على باقي المواد الاستهلاكية.