الجزائريون يغزون الأسواق عشية رمضان شهدت أمس مختلف الأسواق عبر الوطن إقبالا قياسيا للمتسوقين الذين اندفعوا إليها كالموج لاسيما أسواق اللحوم بنوعيها الحمراء و البيضاء التي شهدت زحمة وطوابير كبيرة تشكلت أمامها منذ الساعات الأولى لافتتاحها ما أدى إلى نفاد مخزون الكثير منها رغم ارتفاع أسعاره، ولم يكن إقبال الزبائن أقل من ذلك على شراء الخضر والفواكه التي عرفت أسعارها نوع من الاستقرار في مختلف المنتجات. ففي قسنطينة اشتكى الكثير من المتسوقين الذين وصلوا متأخرين إلى مختلف الفضاءات التجارية لاسيما في وسط المدينة من نفاد اللحوم من أغلب المحلات قبل منتصف النهار ما جعل الكثير منهم يعودون خائبين، فيما اضطر البعض الآخر إلى شراء لحم الفخذ المنزوع العظم "البيفتاك" الذي وصلت أسعار الكيلوغرام الواحد منه إلى 1200 دينار. زحمة المواطنين أمس في الأسواق وإقبالهم "الهستيري" على شراء كل ما لذ وطاب وما تشتهيه العين منها من المنتوجات المختلفة ولاسيما اللحوم، يطرح عدة علا مات استفهام حول عدم تخلي المواطن عن نزعته لتخزين مختلف المواد والمنتوجات التي يتم استهلاكها خلال الشهر الكريم رغم أن السوق لا يعاني من أي أزمة في العرض خلافا لما كان سائدا في السنوات أو العشريات الماضية. وخلال الجولة التي قمنا بها إلى العديد من الأسواق لاسيما سوقي بومزو وبطو عبد الله بوسط المدينة أعرب لنا العديد من أصحاب محلات الجزارة عن استغرابهم من هذا السلوك الاستهلاكي للمواطنين عشية رمضان الذي ترجموه "بهجوم كاسح" - على حد تعبير أحد هؤلاء الباعة الذين تحدثنا إليهم - ، على اللحوم بنوعيها وخاصة اللحم البقري ولحم الخروف، إذ أن المواطنين كان بإمكانهم حسب ذات المتحدث ،الاكتفاء بشراء كمية معقولة من اللحوم الخاصة باليوم الأول والثاني فقط والخروج في الأيام الموالية لشراء ما ينقصه في راحة من أمره عود التدافع والوقوف في طوابير لا منتهية بدون مبرر. وفي هذا الصدد فقد تراوحت أسعار اللحم البقري أمس بين 750 دينار للنوعية العادية و900 إلى 1200 دينار بالنسبة للنوعية الجيدة، فيما تم تسجيل ندرة في لحم الخروف الذي غاب نهائيا عن محلات سوق بومزو، وأرجع تجار هذه السوق اليومية الشهيرة إلى غلاء سعر الخروف ما جعل أسعار لحومه تقفز في ذات السوق وغيره أول أمس وبشكل غير مسبوق إلى 800 دينار. أسعار اللحوم الحمراء لم يكن أمرها يختلف في سكيكدة التي تراوح سعر لحم الخروف ولحم العجل على حد سواء بها بين 800 و900 دينار وبأشعار مشابهة في أسواق البويرة التي تراوح سعر لحوم البقر ولحوم الخروف في حدود 850 دينارا، وفي تبسة أيضا أين لم يكن لوجود ثروة حيوانية هائلة أي أثر على الأسعار أين تجاوز سعر لحم الخروف عتبة ال 800 دينار لا سيما في الشريعة وبئر العاتر والونزة رغم أن الأسعار ظلت لسنوات تحت هذا السقف بفارق معتبر. أما في برج بوعريريج فوصفت أسعار اللحوم الحمراء أيضا بالارتفاع الفاحش أين تراوحت بين 750 و 800 دينار بالنسبة للحم الغنم والبقري على حد سواء أيضا ما جعل بعض العائلات الفقيرة تقرر الاستغناء عن هذا المنتوج. كما عرفت أسعار اللحوم بنوعيها عشية رمضان في ولاية بسكرة ارتفاعا مذهلا وغير مسبوق أرهق جيوب الكثير من أرباب الأسر في منطقة توصف بأنها فلاحية ورعوية وتضم أحسن فصيلة وطنية من الخرفان على غرار فصيلة أولاد جلال فضلا عن كونها قبلة لتجار الماشية الذين يتوافدون عليها من مختلف أنحاء الوطن، فقد ارتفع سعر الكيلوغرام من لحم الخروف إلى 750 دينارا والنعجة إلى 600 دينار أما لحم الجدي فقفزت هي الأخرى إلى 600 دينار. وقد اضطرت الكثير من العائلات أمام لهيب أسعار لحوم البقر والخرفان إلى الاستعاضة عنها بلحم النعاج التي استقرت أسعارها في حدود 600 دينار ، على غرار سكيكدةوبسكرة والمسيلة وغيرها، فيما فضلت أسر كثيرة الاكتفاء باللحوم البيضاء التي بلغت أسعارها أسقفا قياسية تراوحت بين 330 و350 دينارا في الغالب مع استثناءات قليلة مثل ما حدث في ولاية أن البواقي أين نزل سعر الكيلو الواحد من لحم الدجاج إلى 260 دينارا لدى أحد الباعة كما تم تسويق هذا المنتوج في بعض محلات أسواق تبسة ب 270 دينارا، أما لحوم الديك العادية الرومي فاستقرت عموما في حدود 400 دينار، أما الشرائح " اسكالوب " فقفزت في بعض المناطق إلى 670 دينارا. استقرار في أسعار الخضر والفواكه انعكست الوفرة الكبيرة للخضر والفواكه التي تشهدها الأسواق عبر الوطن على استقرار أسعارها ورغم ذلك فلم تسلم هذه المنتوجات من الإقبال الكبير عليها بلهفة من طرف المستهلكين إلى درجة أن مختلف أسواق الخضر اختنقت عن آخرها بروادها ولم تشكل أسعارها تقريبا أي استثناء إلا بفوارق ضئيلة عن أسعار الأيام الماضية ماعدا سعر الثوم الذي ارتفع في الكثير من الأسواق إلى ما فوق ال 500 دينار وقفز إلى 700 دينار في ولاية البويرة.