ينتظر الحجاج الجزائريون موسما صعبا، بالإضافة إلى تلك النقائص والمشاكل التي كانوا يتعرضون لها في المواسم الفارطة، وهذا حسب ما أفاده وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، أول أمس. ووفقا لتصريحات السيد غلام الله، فإن الحجاج سيواجهون أتعابا جسدية ومادية بسبب الصعوبة التي يمكن أن يواجهوها هذا الموسمو المتعلقة بالنقل، لاسيما بعد قرار السلطات السعودية القاضي بتمديد مدة استقبال الرحلات الجوية من شهر إلى 45 يوما، بسبب الضغط الذي يشهده كل من مطاري جدة والمدينة أثناء هذه الفترة. ويرى الوزير بوعبد الله أن هذا الإجراء يمكن أن تنجر عنه بعض المشاق بالنسبة لحجاجنا، خاصة وأنهم سيضطرون إلى تمديد مدة إقامتهم بالبقاع المقدسة، تبعا لهذا الإجراء مع ما يترتب عنها من أعباء مالية إضافية. وفي محاولة من السلطات الجزائرية لمعالجة هذه الوضعية، كشف الوزير عن زيارة وفد يقوده الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية إلى السعودية يوم 15 من الشهر الجاري، بغية إيجاد حل لهذه المعضلة، فيما ستقوم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف باتخاذ الإجراءات الضرورية حسب ما ستتمخض عنه اتصالات الوفد الجزائري مع السلطات السعودية حول هذه المسألة. وبشأن المشاكل التي تعرض لها الحجاج في المواسم الماضية، قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف إن مشكل الإيواء غير مطروح هذا الموسم طالما أن كل التدابير قد تم اتخاذها لضمان إقامة الحجاج الجزائريين في أحسن الظروف، أما بخصوص النقل ما بين المشاعر فسيتم هذا العام كراء حافلات تخصص فقط لنقل الحجاج الجزائريين، مما يجنبهم الكثير من المتاعب والمشاق في تنقلهم، لا سيما إلى منى وعرفة. وفي سياق ذي صلة، أكد السيد غلام الله خلال الندوة التي نظمتها مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر تناولت موضوع ''الصحة والصوم في فصل الصيف'' أن التوجيهات التي قدمت للأئمة والمتعلقة بالتخفيف في صلاة التراويح خلال الشهر الفضيل ترمي إلى الحرص على راحة المواطن بغية تمكينه من القيام بهذه السنة الحميدة في أحسن الظروف، منوها بدور الإمام في التوعية والتوجيه، وملحا على ضرورة التركيز على الفقه ومبادئ الإسلام في الدروس المقدمة في المساجد خلال شهر الصيام. وبخصوص موضوع الندوة، أفصح الوزير أن الهدف الأساسي منها يكمن في العمل من أجل تجنيب الصائم المشقة بفضل النصائح التي يقدمها الأطباء والمختصون في هذا المجال. ومن جانب آخر، شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف على أهمية التبرع بالدم ودور الأئمة في ذلك خلال الشهر الكريم قصد إنقاذ حياة الكثير من المرضى في المستشفيات، مثمنا -في هذا الصدد- حملات التبرع بالدم التي بادرت بها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر بالتعاون مع مديرية الصحة للولاية نفسها بمناسبة شهر رمضان من خلال تواجد سيارات مجهزة قرب مختلف مساجد العاصمة لتمكين المصلين من التبرع بدمهم لإنعاش أناس حياتهم متوقفة على قطرات دم.