أكد السيد صالح عطية القنصل العام بسفارة الجزائر في جدة بالمملكة العربية السعودية أن كل الإمكانيات المادية والبشرية تم تسخيرها من أجل توفير أحسن الظروف للحجاج الجزائريين الميامين لأداء فريضة الحج. وفي تصريح لواج -بعد وصول أولى الأفواج لحجاجنا للأراضي المقدسة- أوضح السيد عطية أن عملية حج موسم 2008 كانت محل اهتمام كبير من قبل السلطات الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي حرص شخصيا على أن يكون هذا الموسم ناجحا إلى أبعد درجة مما جعل جهود كل المعنيين بهذه العملية تتكاثف من أجل بلوغ هذا الهدف. وحسب القنصل العام بجدة فإن كل القطاعات المعنية بهذه العملية قامت بجهود معتبرة لتسهيل مناسك الحج للحجاج الجزائريين الذين يبلغ عددهم 36 ألف حاج وحاجة ويتعلق الأمر بوزارات الشؤون الخارجية والداخلية والجماعات المحلية والشؤون الدينية والأوقاف والصحة والسياحة والنقل وسفارة الجزائر بالمملكة السعودية وكذا الخطوط الجوية الجزائرية التي تكفلت بنقل الحجاج من وإلى أرض الوطن. "كل الجهود منصبة لتقديم أحسن الخدمات لتسهيل عملية أداء هذه المناسك في هذا الموسم" يضيف السيد عطية. ويؤكد القنصل العام بأن الديوان الوطني للحج والعمرة وحرصا منه على تحقيق النجاح انطلق في تحضير موسم الحج 2008 منذ شهر أفريل الماضي لما قام مدير الديوان السيد الشيخ بربارة بزيارة الأراضي المقدسة رفقة إطارات من الديوان والتي تم خلالها اختيار المساكن في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في ظل عملية التوسعة الكبيرة التي عرفها الحرم المكي بتهديم كل العمارات والفنادق القديمة المحيطة بالحرم والتي أثرت على العملية. وأضاف أنه "رغم كل هذا تمكن الوفد مقارنة بالبعثات الأخرى من اختيار أحسن السكنات في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة" مشيرا في نفس السياق إلى أن هذه العملية عرفت متابعة دقيقة من قبل سفير الجزائر بالمملكة السيد حبيب آدمي. وأوضح القنصل العام أن المرحلة الثانية من العملية شهدت قيام القنصلية العامة بالمملكة باستخراج كل التصاريح اللازمة المنوطة بالبعثة الجزائرية واتخاذ كل الإجراءات بالتنسيق الكامل مع الدوائر والمؤسسات السعودية. "لا يخفى عليكم أن عملية هذا الموسم عرفت لأول مرة إدخال الحماية المدنية بهدف الرفع من مستوى الخدمات والتأطير لحجاجنا الميامين الذين سيجدون كل العناية والرعاية اللازمة من طرف كل أعضاء البعثة المتواجدين بمدينتي الحرمين الشريفين" يقول السيد عطية. للتذكير فإن الطلائع الأولى للحجاج الميامين وصلت البقاع المقدسة في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس قادمة من مطارات قسنطينةوعنابةوالجزائر العاصمة على أن يتواصل يوميا قدوم الأفواج الأخرى إلى غاية يوم 4 ديسمبر المقبل. وكانت أولى أفواج الحجاج الميامين الجزائريين قد وصلت أول أمس إلى مطاري المدينةالمنورةوجدة الدوليين لأداء مناسك الحج، الركن الخامس في الإسلام. ووصلت إلى مطار المدينةالمنورة طائرتان في نفس الوقت تقريبا وفي حدود الساعة الواحدة صباحا انطلقت الأولى من مطار العاصمة الجزائر وعلى متنها 269 حاجا وحاجة بينما انطلقت الطائرة الثانية من مدينة عنابة وعلى متنها 240 ضيفا من ضيوف الرحمان. أما الرحلة الثالثة فقد انطلقت من مطار قسنطينة وعلى متنها 253 حاجا وحاجة وحطت على الساعة الرابعة بمطار جدة الدولي . وكان في استقبال الطلائع الأولى من الحجاج الميامين ممثلون عن سفارة الجزائر بالمملكة العربية السعودية يتقدمهم القنصل العام السيد صالح عطية وإطارات الديوان الوطني للحج والعمرة وأعضاء البعثة الوطنية الممثلة بفروعها المختلفة )القنصلية والاستقبال والصحة.( ووصلت الأفواج إلى مطاري جدةوالمدينةالمنورة في أحسن الظروف حيث خصص لهم حيزا زيِّن بالأعلام الوطنية والإشارات الموجهة تسهيلا للإجراءات الإدارية وكذا عملية نقلهم إلى المدينةالمنورة والتي سيقيمون بها قرابة أسبوع كامل لأداء مناسك الركن الخامس قبل التنقل بعدها إلى مكةالمكرمة. وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله أشرف رفقة وزيري الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات على الرحلة التي انطلقت من مطار هواري بومدين. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أوصى السيد غلام الله الحجاج بضرورة "تمثيل الجزائر أحسن تمثيل وأن يكونوا خير سفراء لوطنهم". كما أوصى الحجيج على التعاون مع أعضاء الديوان الوطني للحج والعمرة الذي سيدعمهم بالأموال الضرورية وعدم حمل كل أموالهم معهم وأن عليهم إيداعها بمكاتب الأمانات المتواجدة على مستوى كل الفنادق. وأوضح الوزير أنه تم توفير عمارات قريبة من الحرم المكي للحجيج الجزائريين من أجل تسهيل تنقلاتهم لأداء مناسك الحج. كما ذكر السيد غلام الله أنه سيرافق الحجيج ولأول مرة أعوان الحماية المدنية قصد تقديم كل الإعانات الضرورية لهم خلال فترة الحج كما تعود لهم مهمة إسكان الحجيج في العمارات وكذا استقبالهم في المطارات. وأسندت لمجموعة من الأئمة الجزائريين بالبقاع المقدسة -يضيف الوزير- مهام التكفل بالجانب الديني للحجيج من خلال توجيههم لأداء مناسك الحج على أحسن وجه. وقال وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة الذي حضر هذا الحفل الرمزي أنه كانت لوسائل الإعلام ولاسيما هذا العام "دورا مميزا جدا" من خلال التوعية المستمرة والدائمة واليومية لفائدة الحجيج حتى يؤدوا مناسك الحج على أكمل وجه. وبرمج ديوان الحج والعمرة في أول مهمة تنظيم الحج بعد حل اللجنة الوطنية الملحقة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف 158 رحلة من مطارات الجزائر العاصمة ب56 رحلة ووهران (24) قسنطينة (14) عنابة (11) الأغواط (9) باتنة (8) غرداية وبسكرة ((6 لكل مطار، الوادي وتلمسان وبشار ((4 لكل مدينة (ورقلة وتميمون3)، وأخيرا تمنراست برحلة واحدة. وستكون آخر رحلة مبرمجة من الجزائر يوم 4 ديسمبر من مطار السانية بوهران على أن تكون أول رحلة للعودة إلى أرض الوطن يوم 14 ديسمبر باتجاه مطار رابح بيطاط )عنابة( بينما ستكون رحلة العودة الأخيرة يوم 2 جانفي 2009.