تعليمة السعودية تطلب توزيع رحلات الجوية الجزائرية في فترة لا تقل عن 45 يوما أبرقت وزارة الحج السعودية إلى نظيرتها الجزائرية في تعليمة جديدة بضرورة توزيع رحلات الحج في فترة لا تقل عن 45 يوما، ما يعني أن الحاج الجزائري سيمكث بالبقاع المقدسة طيلة هذه الفترة للعودة إلى أرض الوطن، وهو القرار الذي دفع وزارة الشؤون الدينية وديوان الحج إلى إيفاد بعثة يوم 15 أوت الجاري لبحث الوضع مع نظرائهم السعوديين. ستتضاعف معاناة الحاج الجزائري هذا الموسم خصوصا في أعقاب تعليمة وجهتها السلطات السعودية إلى نظيرتها الجزائرية طلبت فيها توزيع رحلات الخطوط الجوية الجزائرية على فترة شهر ونصف، ما يعني بقاء الحاج بالبقاع المقدسة 45 يوما بعدما كانت شهرا كاملا، وهي الفترة التي كانت تدرس فيها الوصاية تقليص مدتها إلى ما دون ذلك، لتأتي هذه التعليمة وتزيد من الوضع تعقيدا. كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، أمس خلال استضافته على أمواج الإذاعة الأولى، أن المملكة السعودية تستقبل الحجاج في مطاري جدة والمدينة، حيث إنه وأمام كثرة الرحلات من كل بلدان العالم، ارتأت السعودية توجيه تعليمات جديدة تطلب فيها توزيع رحلات الحجاج الجزائريين خلال فترة شهر ونصف، مشيرا إلى أن بعثة جزائرية ستطير منتصف الشهر الجاري إلى السعودية للتفاهم وتحديد برنامج الطيران لنقل الحجاج الجزائريين، مضيفا أنه عند عودة البعثة سيتم دراسة الطريقة التي سيعالج بها الموضوع، وأردف الوزير قائلا ''لا يمكن أن نتصور بقاء الحاج هناك 45 يوما كاملة، لا من حيث المصاريف ولا من حيث الإقامة ولا من حيث المشقة والتعب''. وأضاف ''نحن كنا نتمنى أن يتم تقليص فترة بقاء الحاج إلى أقل من شهر، والآن رفعت المدة إلى أكثر من ذلك''، مؤكدا بأنه ''سنجد الحلول المناسبة بعد عودة البعثة من هناك''. استحالة ذهاب وعودة الحاج في كل صلاة إلى الحرم بسبب بعد الإقامة قال بوعبد الله غلام الله أنه لم يعد هناك عمارات قريبة من الحرم، فالطلب كبير والعرض محدود، مشيرا إلى أن هذا الموسم ستكون إقامة الحجاج بعيدة عن الحرم، وقد تصل إلى 1000 أو 1200 متر، فيستحيل -يضيف الوزير- على الحاج أن يذهب ويعود في كل صلاة، مشيرا إلى أن الوزارة تقترح على الحجاج الذهاب إلى الحرم قبل الفجر، وبعد الصلاة يعود إلى إقامته ليأخذ بعض الراحة إلى غاية ساعة قبل العصر يعود إلى الحرم ويمكث هناك إلى بعد صلاة العشاء، وهي طريقة مثلى لكي لا يصاب الحاج بالإرهاق في الذهاب والعودة من خلال تنظيم وقته. وبخصوص موسم العمرة وما صاحبه من إلغاء بعض الرحلات، اتهم غلام الله الوكالات بسوء التنظيم، مؤكدا أن الخطوط الجوية الجزائرية برمجت 80 رحلة خلال شهري شعبان ورمضان، ونفى أن يكون قد وصلته أي معلومة أو تقارير تتعلق بإلغاء أو تقليص الجوية الجزائرية لرحلاتها، مشيرا إلى أن هذه الشركة وضعت برنامجا وبلغته لجميع الوكالات المشاركة في العمرة، ما يعني بحسب الوزير أنه كان على الوكالات تنظيم برنامجها ليتماشى مع البرنامج المسطر من قبل الجوية الجزائرية. وفيما يتعلق بالمصاحف التي تم اكتشاف أنها مبتورة، والتي تناولتها ''الخبر'' في أحد أعدادها السابق، قال غلام الله إن مصدر هذه الأخطاء غالبا ما يكون مطبعيا يتحمل مسؤوليته الناشر، وأضاف أنه في الحقيقة أن هناك مؤسسات مشرقية في لبنان وسوريا تقوم بطباعة مصاحف وعندما يكتشفون أنها ناقصة ولا يستطيعون تسويقها هناك يقومون بتصديرها إلى الجزائر، حيث قال إن ''الشركات التي تعطينا مستقبلا مصاحف ناقصة فسيتم منع استيرادها حتى ولو كانت مصاحفها صحيحة''، وهي الإجراءات التي اتخذتها الوزارة مؤخرا يؤكد غلام الله. كما كشف غلام الله أن الدراسة المتعلقة بمسجد الجزائر الكبير قد استكملت، حيث تم تقديم عروض الإنجاز لدى اللجنة المختصة بذلك، في انتظار أن تستوفي عملها قبل نهاية شهر رمضان للتعرف على المؤسسة التي ستشرف على بناء المسجد. أما التصريحات التي تؤكد أن الأرضية المخصصة للمشروع هشة، فهي تصريحات مغرضة ولا تقوم على أسس علمية يضيف وزير الشؤون الدينية.