توثّق العاصمة للمرة السادسة على التوالي روابطها مع أغنية الشعبي من خلال مهرجانها الوطني الذي ينطلق غدا بالمسرح الوطني ''محي الدين بشطارزي''، ويعرف مشاركة عدد معتبر من المترشّحين للظفر بإحدى جوائز هذه التظاهرة التي تدوم إلى غاية الثالث والعشرين من أوت الجاري، كما يخلّد ذكرى ثلاثة من شيوخ الأغنية الشعبية أفل نجمهم خلال السنة الفارطة. الدورة السادسة للمهرجان الوطني لأغنية الشعبي، ستعرف عددا من المحطات المألوفة في الدورات السابقة، حيث سيتنافس 30 مترشّحا على 12 جائزة حدّدتها محافظة المهرجان تشمل جوائز للمراتب الأربع الأولى، ثلاث جوائز تشجيعية، جائزة خاصة للأداء النسوي، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وكذا جائزة الشيخ عبد اللّه قطاف، جائزة الشيخ عبد المالك إمنصوران وجائزة الشيخ عبد القادر قسوم. المهرجان الذي يحتضنه المسرح الوطني ''محي الدين بشطارزي'' ومسرح الهواء الطلق ''فضيلة الدزيرية'' بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، يرفع لهذه السنة شعار ''الأصالة والمواصلة'' حيث اعتبر السيد بن دعماش محافظ المهرجان -في وقت سابق- أنّ هذه الدورة تعدّ ''دورة حوصلة'' للدورات السابقة، إذ سيتمّ جمع أهم ثمار العمل الدؤوب الذي قامت به اللجنة التنظيمية للمهرجان، وفي هذا السياق، سينشّط حفل انطلاق المهرجان الفائزون بالمراتب الأولى خلال الدورات الخمس السابقة على غرار شرف محمد رضا، بوروبة عبد الحق، يوسف بن يغزر، آيت قاسي زهير وزديري مراد. المتأهلون الثلاثون للدور النهائي من بين 55 مترشّحا للدور نصف النهائي ينحدرون من عدة ولايات، حيث نجد العاصمة، جيجل، بجاية، البليدة، مستغانم، قسنطينة، الشلف، تيبازة، سوق أهراس، وهران، تيزي وزو، سكيكدة، وكذا البويرة، عين الدفلى، بومرداس، سطيف وعنابة وهو ما يبرهن على أنّ فن ''الشعبي'' فن وطني جزائري ولا يقتصر فقط على العاصمة. وسيتداول المترشّحون على ركح ''محي الدين بشطارزي'' تحت أعين لجنة تحكيم محترفة تضمّ كلا من الشيخ الحاج بوجمعة العنقيس، عبد القادر رزق اللّه، توجين بوعسرية، نصر الدين بغدادي، الشيخ الطاهر بن أحمد والشيخ محمد توزوت، أمّا بمسرح الهواء الطلق ''فضيلة الدزيرية'' بالمعهد الوطني العالي للموسيقى فيكون التنافس تحت أنظار الشيخ دحمان عيساوي، الشيخ يوسف طوطاح والأستاذ محمد حمايدية. وفيما يتعلّق بالتنقيط فإنّ سلم التنقيط مبني على20 نقطة تتوزّع على الصوت، الحفظ، التحكّم في الأداء، التحكّم في الإيقاع، أصالة النص والموسيقى وكذا شخصية الأداء واللباس والهيئة العامة، وسيحصل الفائزون الخمس الأوائل على جوائز مالية معتبرة، إذ يتحصّل الأوّل على 30 مليون سنتيم والثاني على 20 مليون، والثالث على 10 ملايين. المهرجان الوطني لأغنية الشعبي يسعى لإيصال وتكريس الرسالة الثقافية الهادفة إلى تجسيد شعار التكوين والمعرفة، وفي هذا الإطار، نظّمت -في السداسي الأوّل من عام2011 - أيام دراسية بكلّ من بجاية، قسنطينةوجيجل، تخلّلتها محاضرات ومعارض وسهرات فنية وقّعها الفائزون الأوائل في الدورات السابقة. سهرات المهرجان مقسّمة إلى جزأين، يحيي الجزء الأوّل المترشّحون الثلاثون، أمّا الجزء الثاني فمن إحياء مطربي الشعبي المحترفين كعبد القادر شاعو، ناصر مقداد، زعيمة نصر الدين، كمال فرج اللّه، عبد الرحمان القبي، عزيوز رايس، مصطفى يانيس، نجيب بونور، ياسين زواوي، إلى جانب علي بوجلال، عبد القادر بن جلول، الهادي رحموني، مصطفى بودشيش، كمال بوفروم، جمال لعجال، جمال مغارية، عبد القادر شرشام والسيدة نرجس. وبقاعة ''بوخاري موقاري''، برمج القائمون على التظاهرة أياما دراسية تحاول الاقتراب أكثر من أغنية الشعبي، حيث سيعكف الباحثون والمهتمون بالتراث الشعبي على مدى خمسة أيام على مناقشة عدد من المحاور على شاكلة ''النظرية والمنهاج في أداء أغنية الشعبي''، ''الشعر الملحون ومكوّناته''، ''الشعر الملحون، ماضيه وحاضره''، ''الشعبي، وقفات تاريخية'' و''العلم والمعرفة في التراث الموسيقي الشعبي''، ومن بين هؤلاء الأساتذة الباحثين عميمور عبد الكريم، محمد حمايدية، أمين دلاي أحمد، محمد توزوت، نصر الدين بغدادي وعبد القادر بن دعماش. الدورة السادسة للمهرجان الوطني لأغنية الشعبي ستكرّم ثلاثا من أعمدتها رحلوا وهم في عزّ العطاء، إذ ستتذكّر كلا من عبد المالك امنصورن الذي وافته المنية في 7 فيفري ,2010 عبد القادر قسوم الذي التحق ببارئه في 13 جويلية 2010 وعبد اللّه طاف الذي التحق بالدار الآخرة في 28 جانفي الماضي.