سيكون المسرح الوطني محي الدين بشطارزي يوم 24 سبتمبر القادم على موعد مع التصفيات النهائية الخاصة بافتكاك المراتب الخمس الأولى من خلال المشاركة في فعاليات المهرجان الوطني لأغنية الشعبي، علمًا أن هذا الموعد سبقته تصفيات أولية ونصف نهائية عبر عدة ولايات من الوطن. يكتسي هذا المهرجان بعدًا وطنيًا ويهدف إلى اكتشاف جيل جديد من الفنانين. في لقائه مع »المساء« أشارالاستاذ عبد القادربن دعماش محافظ المهرجان الوطني لأغنية الشعبي إلى الأجواء الحميمية التي جرت فيها التصفيات عبر بعض ولايات الوطن والتي تم فيها اكتشاف مواهب فنية تفوق الأصوات الفنية المحترفة، إضافة إلى أن هذه التصفيات برهنت على أن فن »الشعبي« فن وطني جزائري ولا يقتصر فقط على العاصمة، إذ تبين أن هناك فنانين شبابا برعوا في أداء هذا الفن أكثر من بعض نظرائهم العاصميين. كما أشارالأستاذ بن دعماش إلى أن نهاية شهرأوت القادم تشهد تنظيم تجمع خاص بالناجحين في التصفيات، والبالغ عددهم 28 شخصا (الدورة الأولى37، والدورة الثانية 34 شخصا)، ويهدف هذا التجمع إلى خلق أجواء التقارب والإحتكاك بين المترشحين، إضافة إلى تسطير خطة لتكوين هؤلاء المترشحين بيداغوجيًا، وذلك بالمعهد الوطني للموسيقى بالعاصمة أين ستقدم لهم توجيهات أهمها ، تلقينهم للقصائد التي سيؤدونها في الحفل النهائي، وإعطاؤهم تحليلا مفصلا للنصوص والطبوع الموسيقية كما سيتم على هامش المهرجان تنظيم يوم دراسي حول الشعر والأغنية الشعبية ودورها في الثقافة والتراث الوطني وأهم روادها وذلك تحت شعار »العلم والمعرفة«. كما سيتمكن المترشحون خلال هذا التجمع من الاستفادة من الفنانين والموسيقيين المحترفين الذين سينقلون لهم الكثير من الخبرات. المهرجان سيعرف أيضا طباعة »ديوان الشعر الملحون« في طبعته الثانية، إضافة إلى طبعة جديدة خاصة بالنصوص التي يؤديها المترشحون لتكون أداة للذاكرة ونموذجا للمشارك، علمًا أن القصائد سيتم تصحيحها وتكملتها في حال ما إذا لم يكملها المترشح، وعملية الطباعة هي بمثابة سنة حميدة للمهرجان، وهي تجسيد لمبدأ »المكتوب ضد الشفوي«. ذكر السيد بن دعماش أن قانون المهرجان يسمح للمترشحين في الدورة الماضية بالمشاركة بشرط أن يكون المترشح من ضمن المصنفين في المرتبة العاشرة الى المرتبة »30« بمعنى انه لم يفز بأية مرتبة، مع مراعاة ان لاتكون هذه ا لمشاركة على حساب المترشحين الجدد. للإشارة فإن عدد المترشحين لهذه السنة بلغ 200 مترشح (منذ بداية فيفري الماضي والى غاية 17 جويلية الجاري)، وسيحصل الفائزون الخمس الأوائل على جوائز مالية وهي كالآتي: الجائزة الاولى 30 مليون سنتيم والثانية 20 مليون، والثالثة 10 ملايين، والرابعة والخامسة ب5 ملايين. أما الجائزة السادسة والعاشرة فسيحصل أصحابها على دواوين نادرة لفطاحلة الشعر الشعبي وهذا بدافع ادماج هؤلاء الشباب في البحث والقراءة عوض اعتماده على الحفظ والالقاء الذي ينحصر في فضاء الأعراس والمقاهي لاغير. كما سيكون للفائزين فرصة لتسجيل أعمالهم في التلفزة الوطنية اضافة الى تنظيم جولة فنية لهم عبر التراب الوطني وهذا لفترة تمتد على مدار سنة، في حين يستفيد بعضهم من طبع أعمالهم في أشرطة »سي دي«. أكد الأستاذ بن دعماش أن مواهب كبيرة ظهرت في هذه التصفيات علما أن اغلبها كان متأثرا ببعض اساتذة الشعبي كعمر الزاهي والراحلين العنقى وروابي، وكلهم حرصوا على المشاركة من خلال الفرص التي فتحت لهم عبر مديريات ودور الثقافة المنتشرة عبر الوطن، علما أن العملية تمت بانتظام حيث وزعت بطاقات المشاركة ومن خلالها تم تجميع المشاركين في المناطق الاقرب إليهم وقدموا ما لديهم أمام استاذين من معهد الموسيقى (لضمان النزاهة العلمية). فيما يتعلق بالتنقيط فإن حفظ القصيدة وحده يخصص له 5 نقاط، ونقطتين على حسن النطق، وتنقيط عن الهندام والإلتزام والانضباط، وهناك خصم للنقاط فيما اذا حاول المترشح ان يتكلم قبل الغناء، مع العلم ان كل هذه الامور سيتم تلقينها للمترشحين أثناء التجمع الذي سيقام الشهر المقبل. أما عن الجوق الموسيقي فيمتاز بالانسجام وهو متكون من عازفين من ولايات عديدة، وحسب تجربة التصفيات فقد تم إنشاء فرق موسيقية رافقت المترشحين كان أغلب عازفيها من المناطق التي دارت فيها الترشيحات منها مستغانم التي اعتمدت على عازفيها وسطيف التي تكون بها جوق أعضاؤه من عنابة، قسنطينة، وسطيف والعاصمة. يبقى المهرجان فرصة للتأطير وتبليغ رسالة التراث والثقافة للأجيال.