تشهد العديد من أحياء مدينة سكيكدة، بالخصوص المتواجدة بقلب المدينة كالأحياء العتيقة منها، تذبذبا في التزود بالماء الشروب خاصة الأحياء التي تتزود من الخزان المائي المتواجد بمرتفعات باب الأوراس، حيث عبر عدد من المواطنين ل ''المساء'' عن استيائهم للطريقة المعتمدة في عملية توزيع المياه على أحيائهم كحي المسجد وباب الأوراس، مقارنة مع بعض الأحياء الأخرى كبني مالك التي تتزود بالماء الشروب يوميا ودون انقطاع، ناهيك عن الانقطاعات التي تحدث بين الفينة والأخرى والتي تدوم أحيانا أكثر من 24 ساعة. أما سكان حي بوعباز، انطلاقا من حي الشرطة والعمارات المجاورة لها و كل السكنات المتواجدة هناك، فإن السكان ما زالوا يشتكون أيضا من تذبذب كبير في التزود بالماء الشروب منذ فترة طويلة، على الرغم من أن هذه السكنات لا تبعد كثيرا عن مقر الولاية وكذا عن محافظة الغابات للولاية، ويشتكي السكان من عدم التزام ''الجزائرية للمياه'' بحل هذا المشكل الذي دام فترة طويلة وما زال إلى يومنا هذا، على الرغم من أن بلدية سكيكدة تعد من البلديات التي من المفروض أن لا تعاني من أزمة الماء الشروب نظرا للإمكانات الهائلة التي تتوفر عليها من المياه المصفاة المعبأة بحجم سنوي يقدر ب38,5 مليون متر مكعب سنويا، وهذا عن طريق محطتين لتحلية مياه البحر؛ الأولى بطاقة استيعاب تقدر ب 7000 متر مكعب يوميا، وهي حاليا تضمن تزويد سكان منطقة العربي بن مهيدي وما جاورها بالماء الشروب، أما الثانية والتي دخلت مرحلة الإنتاج في 2009 فتقدر طاقتها ب000,100 متر مكعب يوميا، وتزود حاليا كلا من مدن سكيكدة والحدائق وحمادي كرومة وفلفلة والمناطق المجاورة لها بالماء الشروب، بغض النظر عن امتلاك ولاية سكيكدة لأربعة سدود تعد من بين أهم السدود على المستوى الوطني بطاقة تخزين تقدر ب 328 هكم مكعب، موزعة على سدود زردازة وزيت العنبة (شرق الولاية) وبني زيد والقنيطرة (غرب الولاية)، ناهيك عن وجود أودية كثيرة من أهمها وادي قبلي ووادي الزهور والوادي الكبير، زيادة على 12 حاجزا مائيا و745 بئرا وأكثر من 35 بئرا عميقة. كما تشهد نفس المشكل العديد من أحياء الحدائق وبوشطاطة ومدينة القل غرب سكيكدة التي انتعشت فيها ظاهرة بيع الماء بواسطة الصهاريج، حيث وصل سعر الصهريج الواحد إلى حدود 700 دج، ناهيك عن تهافت مدينة القل على اقتناء المياه المعدنية التي وصل سعر القارورة ذات سعة لتر ونصف إلى حدود 30 دج، مع العلم أن منطقة القل وكل مناطق الجهة الغربية منها استفادت سنة 2009 من مشاريع لضمان تزودها بالماء الشروب كلف الخزانة العمومية ما قيمته 28,733,306,22 دج إضافة إلى مشروع تجديد قنوات الضخ لبلدية بني زيد، انطلاقا من محطة المعالجة لسد بني زيد الذي رصد له غلاف مالي قدر ب 112 مليون دج، وكذا استفادة المنطقة العليا رقم 1 و2 بالقل والمنطقة السفلى وصولا إلى بلدية كركرة من مشروع تجديد شبكة الجر الذي سيضمن عند الانتهاء منه تزويد سكان كل هذه المناطق وما جاورها بالماء الشروب 24/24 سا. وفي انتظار الانتهاء من إنجاز هذه المشاريع على أرض الواقع، تبقى مدينة القل والمدن المجاورة تعاني من تذبذب كبير فيما يخص التزود بالماء الشروب. للإشارة، فقد حاولنا طيلة الأيام الأخيرة الاتصال بمسؤول فرع سكيكدة ل ''الجزائرية للمياه'' لتحديد موعد من أجل أخذ رأيه في أزمة الماء التي تعاني منها العديد من بلديات سكيكدة، إلا أننا لم نتمكن لعدم الرد على الموزع الهاتفي، رغم محاولاتنا المتكررة.