استشهد فلسطيني أمس في مدينة القدسالمحتلة بعد أن دهسته سيارة عسكرية تابعة لقوات حرس الحدود الإسرائيلي في احدى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.وتضاربت المعلومات حول الظروف التي قتل فيها أمين طالب دباش البالغ من العمر 83 عاما فبينما أكدت مصادر عن عائلته أنه قتل عمدا في أحد شوارع مستوطنة حار حوما زعمت مصادر جيش الاحتلال من جهتها أن الفقيد قتل عندما دهسته السيارة في شارع مظلم وأن تحقيقا فتح لمعرفة ملابسات الحادثة. ولكن عائلة الشهيد اتهمت الشرطة الإسرائيلية بتعمد دهسه وان النية كانت مبيتة من اجل قتله حيث شيعت جنازة الفقيد بمدينة القدسالشرقيةالمحتلة بحضور أكثر من ألف فلسطيني رفعوا خلالها شعارات معادية للاحتلال ومنادية بالانتقام لهذه الجريمة الجديدة. وجاءت عملية الاغتيال هذه بعد استشهاد فلسطيني آخر اول أمس في قطاع غزة في غارة جوية إسرائيلية ادعت مصادر جيش الاحتلال انه كان يهم بإطلاق صاروخ ''القسام'' باتجاه مستوطنة يهودية في جنوب الكيان الإسرائيلي المحتل. وجاء تنفيذ هذه الجريمة في نفس اليوم الذي اجتمع فيه أعضاء الحكومة الأمنية المصغرة الإسرائيلية برئاسة الوزير الأول بنيامين نتانياهو لبحث الانعكاسات العسكرية لقيام السلطة الفلسطينية بطلب الاعتراف بقيام دولة فلسطين من طرف الجمعية العامة الأممية في العشرين من الشهر القادم. وقالت مصادر إسرائيلية أن المشاركين في هذا الاجتماع ناقشوا الإجراءات التي يتعين على الجيش الإسرائيلي اتخاذها وكذا الأمن الداخلي أو ما يعرف بشرطة ''شين بيث'' والتي سيتم تجنيد عناصرها من اجل مواجهة أي طارئ واية مواجهات يمكن أن تندلع في الضفة الغربية بمناسبة الإعلان عن اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة. وتضغط حكومة الاحتلال بمختلف الوسائل من اجل منع توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة للمطالبة باعتراف دولي بدولتهم المستقلة بعد أن فشلت كل المساعي لتفعيل مسار السلام الذي انهار بسبب سياسة الاستيطان التي فضلت الحكومات الإسرائيلية انتهاجها بدلا عن البحث عن وسيلة لتفعيل مسار السلام. وفي هذا الإطار طالبت الرئاسة الفلسطينية أمس من اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط باتخاذ ''إجراءات عملية'' لوقف مشاريع البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وكان نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية رحب ببيان اللجنة الرباعية الذي ندد بالمشاريع الاستيطانية التي أعلنتها إسرائيل أخيرا في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية ووصفه ب''المشجع والمرحب به''. ولكن المسؤول الفلسطيني أكد أن على ''اللجنة مسؤولية أكبر كونها راعية عملية السلام في المنطقة وعليها أن ترفق بياناتها ومواقفها بإجراءات عملية لوقف الاستيطان''. وشدد على ضرورة أن تتخذ اللجنة الرباعية مواقف ''فاعلة وجدية'' للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف مشاريع الاستيطان وكل ما من شأنه وضع العقبات أمام إطلاق عملية سلام ''ذات مغزى وجدية''. وكانت اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة أعربت أول أمس عن انزعاجها من المشاريع الاستيطانية الأخيرة التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة.