لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نُبَرئ التجار، من جشعهم ورفعهم للأسعار في أي مناسبة يجدونها سانحة لمضاعفة أرباحهم، بحثا عن الكسب السريع ودون مراعاة القدرة الشرائية للمواطن، لكن ما يجب معرفته أن ما أوصل هؤلاء في إلهاب كل ما يباع، هي طريقة استهلاك المواطنين للأشياء، فالتهافت الذي ميز الأيام التي سبقت رمضان وحتى الأيام الأولى منه خلق حالة طلب كبيرة وغير مبررة رفعت حتى أسعار ''المعدنوس''، بعدما أثر هذا السلوك على استقرار أسعار هذه السلع بسبب زيادة الطلب عن الحجم المعروض، فمن غير المعقول أن تبقى العادات الاستهلاكية للمواطنين مبالغا فيها إلى درجة شراء 3 كيلوغرامات من ''الزبيب'' خوفا من نفاده وكأن الجزائر تملك 50 كلغ منه، أو التهافت على ألبسة وحلويات العيد مع بداية شهر رمضان خوفا من نفاد قياسات الملابس ولوز الحلويات. إن احتجاج المواطن على ارتفاع الأسعار خلال المناسبات الدينية غير مبرر ما دام هو السبب في رفعها، وما لم يغير سلوكه الاستهلاكي خاصة في رمضان الذي تحول إلى شهر للولائم والإسراف غير المبرر. فقليلا من القناعة لأن المواد متوفرة بكميات تزيد عن حاجات المستهلكين لأشهر عدةمقبلة.