انطلاقا من مقولة:"الفن لا وطن له والصورة لها لغة مفهومة في كل مكان وليست بحاجة إلى الترجمة عند انتقالها من مكان إلى آخر كالتمثيل والشعر والأدب"· وضمن مراميها لتحريك الساحة الثقافية بولاية باتنة التي عرفت ركودا تاما خلال الشهر الفضيل بسبب أشغال إعادة تهيئة قاعات العروض والترميمات الجارية بعدد من المؤسسات الثقافية بالولاية، بادرت جمعية "بريزمة بباتنة" بنشاط ثقافي من خلال الصالون الوطني الثاني للفنون التشكيلية الذي تعتزم إقامته خلال الفترة الممتدة ا بين 20 و 25 من الشهر الجاري· وستتميّز هذه التظاهرة التي عرفت نجاحا خلال الصالون الوطني الأول بمشاركة 15 فنانا من ربوع الوطن حسب مسؤولي الجمعية للتعريف بالفنون التشكيلية وفناني المنطقة الذين برزوا في الميدان وتركوا بصماتهم على مر السنين، وجسّدت عمليا صحوة الحركة التشكيلية بالولاية على يد روّادها أمثال المجاهد محمد دماغ وموحا، إلى أن ظهرت الموجة الجديدة التي أخذت على عاتقها السمو بالأعمال الفنية الناجحة من أمثال طمين، الشريف مرزوقي، لكحل، هوارة والشريف منوبي، وكذا نجيب بن سعيد الرئيس الحالي لجمعية بريزمة ومحمد بركان وغيرهم من الفنانين التشكيليين الذين يعملون في صمت بعيدا عن الضوضاء التي تشوّش في بريق الصورة والأشكال المنحوتة التي تعكس قيمة فناني المنطقة، والتي تأخذ في الحسبان المعالجة التقنية الجيدة والتأليف السليم وهو شرط أساسي لنجاح أي عمل فني يبحث في إثارة الدهشة ومتعة الاكتشاف· وإدراكا من منظمي التظاهرة بوظيفة النحت والخزف بوصفهما مكملين للصورة تجري الاستعدادات المكثفة لإنجاح فعاليات الصالون الذي يرعاه والي الولاية، الذي أبرز مؤخرا في لقائه برجال الإعلام الخصوصيات الثقافية للمنطقة التي استفادت مؤخرا من مشاريع لإنجاز مؤسسات ثقافية في مثال ملحقة للمكتبة الوطنية، ومدرسة الفنون الجميلة· ويشكّل البعد الثقافي للصالون الذي من المنتظر أن تموّله عدة مؤسسات عمومية وخاصة من خلال عروض الفنانين في أعمال تحتاج إلى خلفية ثقافية وركائز فكرية يبنى ويعتمد عليها،كما سيكون الصالون فرصة حقيقية للانفتاح على الإبداع وتشجيع المواهب الشابة وتنمية الذوق والحس الجمالي بالنسبة للجمهور.