بالرغم من مرور أكثر من نصف رمضان إلا أن أيام الصوم ما تزال طويلة تجعل من أداء هذه الفريضة مشقة على البعض، خاصة وأن رمضان الحالي قد توسط الصيف المعروف بطول أيامه وقصر لياليه، ناهيك عن الحرارة التي تضاعف من مشقة الصوم. وبعد الفراغ من الدوام أو انشغال كلٌّ بأداء ما عليه من واجبات يبقى النهار طويلا وأذان المغرب ليس بعد برهة، فكيف يقضي الصائم نهاره الطويل في رمضان صيفي حار؟ يرتبط شهر رمضان في ذهن الكثير من الناس بالسهر ليلا والنوم نهارا أو متابعة برامج الفضائيات الكثيرة، وهذا النمط من الحياة يختلف من شخص لأخر، ولكن الملاحظ خلال رمضان2011 الجاري طول أيامه وهو ما يطيل أوقات الفراغ بالنسبة للصائمين الذين أجمع بعضهم على تمضية تلك الاوقات، إما في متابعة برامج الفضائيات أو النوم إلى أن يحين موعد الإفطار، بعدها يبدأ يوم آخر يكون الفرد فيه قد ''صحصح'' كما ينبغي وقد امتلأ بطنه بالوقود الذي يمكنه من الحركة ساعات طوالا، هكذا اعترف لنا مواطن أربعيني ما إن طرحنا عليه الموضوع حتى سارع يجيبنا ''مازلنا في بداية اليوم وأجد في استكماله صعوبة ومشقة، والسبب حرارة الجو المحفزة على الخمول، أما بعد الدوام فإني أمضي قرابة الساعتين في القليلولة لأنني أتعب كثيرا في عملي وبعدها أتوجه إلى السوق للتبضع فحاجيات رمضان كثيرة، رغم ذلك فإن المغرب مايزال بعيدا بعض الشيء فألجأ إلي القنوات لمتابعة الأخبار أو برامج التسلية وغيرها، ومباشرة بعد الإفطار أحس وكأن الدم تجدد في عروقي فأستقيم لأداء التراويح بكل جد''. قصد الأسواق ضرورة ملحة.. لقتل الفراغ ويبدو قصد السوق متفق عليه لدى الرجال لقتل أوقات الفراغ الطويلة في أيام رمضان، إذ يجزم مواطن حدثنا في الموضوع أنه لا وقت فراغ بالنسبة إليه، فبعد الفراغ من الدوام يتوجه بقفته إلى السوق لشراء لوازم عديدة حتى وإن لم تكن الحاجة إليها ملحة في ذلك اليوم، إنه يرى أن قصد السوق في رمضان أمر لابد منه حتى ولو كان لمجرد شراء حلويات للسهرة الرمضانية، وهي الطريقة التي يجدها المتحدث مثالية لتمضية الوقت إلى حين أذان الإفطار. كذلك، اعترف لنا مواطن آخر أنه يقصد الأسواق بعد دوامه مشيا حتى يهدر بعضا من وقت فراغه، وبعد ''القضيان'' يعود أدراجه لمنزله مشيا أيضا، ثم يجد لنفسه ما يفعله من ''بريكولاج'' في منزله وقد اعترف لنا أن زوجته طالبت منه مرارا الإسراع في عملية طلاء البيت ولكنه تعمد فعل ذلك على مراحل وإلا ''كيفاش يجوز الوقت'' يتساءل المتحدث. ولكن قصد السوق ليس حكرا على الرجال كما يبدو مع شابة سألناها عما تفعله في أوقات فراغها إلى موعد الافطار فقالت إنها بعد قيلولتها اليومية تقصد الأسواق لشراء ولو خبزات أو عصائر، المهم أن تخرج كل مساء لقتل أوقات طويلة من أيام رمضان الطويلة. تقول ''ينتهي دوامي بعد الظهر ولذلك فأنا أقضي حوالي ساعتين في القيلولة بعد صلاة الظهر وعندما أستيقظ أقصد الأسواق وتساعدني أمي كثيرا بوضعها لورقة تدون فيها حاجيات المنزل، أقصد المحلات التجارية أو الأسواق لشراء هذا وذاك وطبعا آخذ وقتا كافيا في الشراء لأن المغرب ما يزال بعيدا، وأعمد إلى ركوب سيارتي الخاصة لأستهلك بعضا من الوقت في الازدحام.. واش ندير! الوقت بزاف... حتى بعد فراغي من الشراء والعودة للمنزل فإن الإفطار يبقى بعيدا فينتابني القلق خاصة وأن برامج القنوات هذه السنة فارغة.. أحسب الوقت فأجد أنه ما يزال أمامي على الأقل ساعتان فلا أجد خيرا من ترتيل بعض الآيات أو الانشغال بمواقع الأنترنت للاستفادة من أمور الدين والدنيا''. ولا يجد شاب ما يقوم به طوال يومه الرمضاني الطويل سوى النوم المطول إلى ما بعد العصر، فالشاب يعمل بنظام الدوامين ويوم يعطل فيه فإنه ينزعج كثيرا من الوقت الفارغ الكبير، فحتى بعد استيقاظه من نومه يبقى المغرب بعيدا فيقول أنه يتابع الأفلام المطولة أو يلعب البلاي ستايشن أو حتى بهاتفه النقال. ولا يبدو الأمر مختلفا كثيرا بالنسبة لربات البيوت فساعة الإفطار خلال رمضان الجاري تتعدى السابعة والنصف مساء لذلك فإن أغلب النسوة ممن تحدثن إلينا أجزمن بأنهن يحضرن مائدة الافطار ويتبقى أمامهن بعد ذلك وقت طويل يقضينه إما بمتابعة المسلسلات أو بمجالسة الأبناء أو بإعادة ترتيب البيت مجددا، أو أن يتركن تحضير أنواع السلطات والمُحلّيات وحتى حبات البوراك للسويعة قبيل الإفطار ليشغلن أوقاتهن بها. -