بدأت الإجازة الصيفية وانقلبت معها الساعة البيولوجية عند الكثيرين وتحولت معها الاهتمامات نحو قضاء أوقات الراحة بين الشواطئ والرحلات نهارا والسهر الطويل الى ساعات متأخرة ليلا لتصبح الفرصة كبيرة لإيجاد بدائل للتسلية وقضاء وقت أطول للاجتماعات والسهر. يسود الاعتقاد لدى الكثيرين أن العطلة تعني فك الارتباط بكل ما يخص الوظيفة او التعلم او البحث عن التدريب في معاهد اللغة والإعلام الآلي وغيرها، لذلك نجد الكثيرين يعيشون أيام الصيف وقد قلبت رأسا على عقب ما يعني ان السهر لساعات الفجر الأولى تكون سمة يتقاسمها معظم الجزائريين طوال الصيف، خاصة وان رمضان هذه السنة سيزورنا شهر أوت القادم، ما يعني ان السهر سيكون مزدوجا يجمع ما بين سهرات الصيف وسهرات شهر الصيام.. السهر المطول لمواجهة الفراغ قد يكون السهر في ليالي الصيف أمرا محتوما بالنسبة للكثيرين ممن لا يطيقون تحمل حرارة الليالي اللاهبة وارتفاع درجات الرطوبة، لذلك تجدهم يفرون نحو الخارج لتمضية أوقات قد تطول لتعانق خيوط الفجر الأولى، او قد تقصر إذا نال التعب من الساهرين وبذلك فإن النعاس الثقيل قد يجنبهم الإحساس بدرجات الحرارة. في هذا السياق يقول شاب إنه يختار حياة اللهو والنوم والسهر طوال العطلة الصيفية رافضا أمر توجهه نحو معاهد التدريب لتلقي دروسا تدعيمية او مهارات تدريبية او حتى البحث عن عمل موسمي يشغل به وقته ويعود عليه بالنفع المادي يقول: ''إن اضطراب ساعات النوم يؤثر سلبا على نشاطي في الصيف ويجعلني متكاسلا بسبب سهري لساعات طويلة تمتد حتى الفجر، أقيم سهرات موسيقية مع أصدقائي كوننا من هواة الأغاني، ثم أنام بعد الفجر الى ما بعد العصر. من جهته يعترف شاب آخر بحبه الشديد للسهر خلال الصيف بالنظر الى ان حرارة النهار تعيقه كثيرا عن القيام بما يريد لذلك فإنه يرى ان يومه الحقيقي يبدأ بعد المغرب وينتهي عند الفجر، في الوقت الذي يرى شاب آخر أن السهر في ليالي الصيف ممتع وممل في الوقت ذاته، ويبرر بقوله إن حرارة الليل المعتدلة تحبب له الخروج والاستمتاع وأصدقائه بتناول المثلجات او المشي على الشواطئ، خاصة وأن اغلبها مهيأ بالإنارة ولكن غياب المرافق التي قد تستقطب الشباب تجعل الفراغ يتربص به والروتين يطبع كامل أيامه لذلك فانه يؤكد ان سهراته لا تمتد بعد منتصف الليل. سهر وسمر.. وملل الإحساس بقدوم العطلة يبدأ رائعاً حيث يعترينا شعور بأننا خارج القيود والالتزام بساعات الاستيقاظ أو النوم، ولكن مع مرور الوقت يبدأ الملل بالتسرب إلينا فنعاني من الفراغ، تقول شابة وهي طالبة جامعية لتضيف: ''لا وجود لمرافق مخصصة لنا كشابات نقصدها خلال أيام الصيف الطويلة لذلك فان الطريقة الوحيدة للتسلية هي متابعة القنوات الفضائية والسهر مع المسلسلات والبرامج الترفيهية الى ان يثقل النعاس جفني فاستسلم للنوم وهكذا.. أما شابة أخرى طالبة جامعة فتقول إن العطلة مرادف للاستراحة الخاصة بالعائلة ''نسهر طوال الليل نتسامر مع الأهل الذين يحضرون إلينا في الليل ويتركوننا في ساعات الصباح الأولى ليعودوا ثانية في اليوم الذي يليه وهكذا تمضي اغلب ليالي الصيف التي ستكون مميزة هذه السنة باستقبال رمضان خلال شهر أوت''. لا سهر بالنسبة للموظفين يفضل كثيرون عدم تغيير نظامهم السابق والالتزام ببرامجهم خلال العام الدراسي، إذ تشير موظفة إلى أنها ليست من هواة السهر لأن حياتها مبرمجة على النوم باكرا والاستيقاظ مبكرا لقصد دوامها الوظيفي، كما ان الخمول الذي ينتابها خلال الصيف بسبب الحرارة والرطوبة يسبب لها تعبا شديدا يحول دون تمكنها من السهر حتى في المناسبات والأعراس التي تقول إنها تكثر طوال الصيف. كذلك تقول موظفة اخرى إن التزاماتها الكثيرة في العمل وفي المنزل يجعل التعب ينال منها لدرجة أنها تصلي العشاء حتى قبيل سماع الآذان فقط لتنام، وإذا اقتضى منها الأمر للسهر في الأعراس فإنها تؤكد ان العرس لابد وان يكون لأقرب المقربين مثل إخوتها حيث تكون مجبرة على السهر ولكنها لا تزيد عن منتصف الليل.. اما موظفة اخرى فإنها تسهر لمنتصف الليل لأن دوامها اليومي ينتهي عند الواحدة بعد الزوال ما يمكنها من القيلولة بعد الظهر ويسمح لها بالسهر لمتابعة الأخبار اليومية وغيرها على باقة متنوعة من الفضائيات..