حرارة الجو ولهيب الأسعار ومشقة الصوم الثالوت الذي يميز يوميات الصائم في شهر رمضان الموسم الذي تزامن حلوله مع شهر يعرف بشدة القيظ ومع أن رمضان يدور على شهور السنة كاملها ب 33 سنة فإنه صار منذ هذا العام ضيفا على المسلمين في فصل الصيف الذي سيمكث فيه العديد من السنوات ولا يختلف إثنان بأن صيام أكثر من نصفه لحد الآن تم بمشقة كبيرة لدى سكان الباهية الذين أنهكتهم شدة الحرارة والرطوبة العالية حتى أن العديد منهم لم يستطع الخروج من منازلهم واستسلموا للنوم نهارا إلى غاية الظهيرة هذا بالنسبة للذين أخذوا العطلة فيه. أما العاملين فإنهم أشد الناس مشقة خاصة أولئك الذين يعملون في حفر الطرقات والبنائين في الورشات والدواكرة في الموانئ الذين يصابون بإرهاق كبير وعطش شديد كان أن الغالبية من الناس ممن لا يستطعون العمل في هذا الحر الشديد تراهم يفرون نحو البيوت طلبا للراحة تحت زحمة المكيفات. في حين نجد فئة أخرى من الناس التي تلهت وراء إقتناء حاجيات المائدة، فإضافة إلى شدة الحرارة ومشقة الصوم فإنهم يعانون أيضا من إلتهاب أسعار المواد الغذائية، مما جعل متاعبهم تزداد أكثر فأكثر في هذا الشهر وبأقل درجة أولئك الذين يركضون وراء مصالح البريد لسحب الأموال بإرغامهم على الوقوف في طوابير لا تعرف بدايتها من نهايتها هذا الأمر جعل العديد من المواطنين يفرون نحو الشواطئ في النهار طلبا للإستجمام إذ أن الغالبية منهم تفضل البقاء عند الشاطئ بدل العوم. مخافة أن يفطروا لأن مصائب قوم عند قوم فوائد فقد وجد بائعوا المكيفات هذا الموسم فرصة كبيرة لزيادة الأرباح بإقبال منقطع النظير للزبائن على شراء المكيفات الهوائية. أما في الليل فالسهر والسمر يطولان إلى غاية أذان الفجر بإستحالة النوم في هذا الجو الحار حيث تبلغ الرطوبة مستويات قياسية تجعل من المصابين بالأمراض الصدرية " كالربو" يعانون ضعف معاناتهم اليومية. خصوصا بعد الإفطار حيث ترتفع درجة حرارة الجسم بعد الأكل. وفي هذا الشأن تسجل مصالح الإستعجالات الطبية توافد العشرات من المصابين بضيق التنفس يوميا قبل وبعد الإفطار. وحسب نشرية الأرصاد الجوية لنهار أمس فإن موجة الحر متواصلة خصوصا أنها متزامنة مع فترة "الصمائم" التي يستحيل المكوث ولو للحظات تحت أشعة الشمس الحارقة، حيث سجلت نهار أمس مصالح الأرصاد الجوية أقصى درجة بوهران مقدرة ي 38 درجة مئوية، ويتوقع أن تتراجع نسبيا اليوم النسبة ببلوغها 34 درجة مئوية. أمّا بالولاياتالغربية المجاورة فارتفعت حرارة الجو إلى 44 درجة مئوية بكل من الشلف، غليزان، معسكر و 42 درجة بولاية سيدي بلعباس و 41 درجة بتلمسان و 43 درجة ببشار. وبلغت بأدرار وتندوف 47 درجة حيث تعد قياسية في هذا الفصل الذي ميزته سخونة غير عادية خاصة منذ نهاية الأسبوع في حين سجلت ذات المصالح ما يفوق 66 بالمائة لنسبة الرطوبة بوهران وفاقت هذه النسبة بكثير الولاياتالغربية الجنوبية. قد أجمع غالبية المواطنين على أن صيام هذا الشهر الذي تزامن مع "صمائم" كان شاقا للغاية حيث إضطر البعض منهم للإفطار لعدم قدرتهم على إنهاء الصوم خاصة المسنين والنساء الحوامل ولعل أشد المواطنين غبنا ومشقة هم الذين يقطنون بالمناطق المعروفة بشدة حرارتها كالسانيا، وادي تليلات وحي النجمة وغيرها من المناطق النائية وشبه المعزولة لعاصمة الغرب. وقد شهدت فترة ما بعد الظهيرة إرتفاعا محسوسا في درجة الحرارة بلغ حد ال 43 وهو ما جعل الكثير من المواطنين يهرعون إلى شواطئ الكورنيش لا سيما بعد أداء صلاة الجمعة وقد شوهد المواطنون على مجمل الشواطئ ، كما في أوج موسم الإصطياف فيما شهدت مياه البحر غزو الأطفال من الذين لم يبلغوا بعد سن الصيام. وعرف طريق الطنف حركة مرور كثيفة أمس نظرا للتوافد الكبير على البحر... وأخيرا فإن الوضع الجوي سيعرف عودة إلى الإستقرار ومعدلات حرارة فصلية بداية من يوم غذ الأحد بحول الله ومشيئته...