اشتكى الكثير من أصحاب السيارات ممن تعرضت محركات سياراتهم لأعطاب بعد إخضاعها لعمليات تغيير الزيوت، وهو ما يؤكد أنهم استعملوا زيوتا مقلدة ومغشوشة، حيث استغل بعض التجار أزمة ندرة زيوت السيارات بمحطات البنزين في الأيام الأخيرة لإغراق السوق بكمية من الزيوت المغشوشة لاتحترم المقاييس، مقلدين اسم علامات وطنية وأجنبية معروفة لصناعة هذه الزيوت. أفاد السيد مصطفى بوجملال رئيس الفيدرالية الوطنية لمحطات البنزين أن أزمة زيوت السيارات وندرتها بمحطات البنزين منذ حوالي 15 يوما تسببت في مشاكل أخرى راح ضحيتها المواطنون خاصة من كانوا مستعجلين لتغيير زيوت سيارتهم لأنها تجاوزت المسافة الكيلومترية التي يجب تغير الزيت عند قطعها، خوفا من تعرض أجهزة سياراتهم لأعطاب ميكانيكية، فإذا بهم يتعرضون لمشاكل أخرى أكثر تعقيدا بعد اقتنائهم لزيوت من جهات غير معتمدة وغير معروفة ليتفاجأوا بأن الزيوت التي استعملوها مغشوشة. وهو الأمر الذي ألحق أضرارا كبيرة بسياراتهم وأثر على عدة قطع في المحرك. وأضاف السيد بوجملال أن هؤلاء الضحايا الذين ليسوا من المختصين ولا يفرقون بين الزيوت الأصلية والمغشوشة شرعوا في جمع توقيعات لمطالبة شركة سونطراك بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الظاهرة وحجز الزيوت المغشوشة الموجودة بالسوق. وفي هذا السياق، أعلن المتحدث أن الفيدرالية الوطنية لأصحاب محطات البنزين قررت بعث مراسلة إلى وزارة التجارة من أجل التدخل لفتح تحقيق بخصوص مصادر الزيوت المغشوشة باعتبار أن هناك معلومات تشير إلى وجود العديد من الشبكات التي تقوم بإنتاج الزيوت المغشوشة في مستودعات معزولة بعيدا عن أعين مصالح الرقابة والأمن. كما تتضمن المراسلة مطالبة مصالح الرقابة بمراقبة محطات البيع والمحلات المتخصصة في بيع لواحق السيارات وقطع الغيار قصد حجز كل الزيوت المغشوشة. وقد شرعت شركة نفطال في تزويد محطات البنزين بزيت السيارات بعد الأزمة التي خلفتها ندرة هذه المادة في الأسبوعين الماضيين عبر كل ولايات الوطن، حيث انطلقت في تشغيل بعض وحدات التحويل التي انتهت بها أشغال الصيانة. علما أن نفطال قامت باستيراد كميات معتبرة من زيوت السيارات من الخارج خلال الأسبوع الماضي، لمواجهة الأزمة والاستجابة للطلب الذي قابله نقص ملحوظ في العرض. وأضاف السيد بوجملال أن نفطال هي التي تحدد حصة كميات الزيت التي تزود بها أصحاب المحطات حاليا كون الكميات التي تم استيرادها من الخارج ليست كافية لتغطية حاجيات السوق. وطمأنت شركة نفطال بحل هذا المشكل في الأيام القادمة بعد تغطية كل المحطات وتزويدها بالزيوت على المستوى الوطني وفقا لحاجياتها اليومية وذلك مباشرة بعد استرجاع كل وحدات تحويل وإنتاج زيوت السيارات التي تشهد أشغال الصيانة حاليا. ولمواجهة المضاربة ومحاربة تصرفات بعض التجار الطفيليين الذين يستغلون الأوضاع للحصول على الربح السريع من خلال اقتناء هذه الزيوت من المحطات وإعادة بيعها في السوق السوداء، أكد السيد بوجملال أن أصحاب محطات البنزين اتخذوا قرارا موحدا يقضي بتحديد كمية الزيوت التي يبيعونها بقارورة واحدة للشخص الواحد مقابل إظهار البطاقة الرمادية لسيارته للتأكد من أنه يملك سيارة، وهذا لتمكين كل السائقين من الحصول عليها.